زيارة لاعب برشلونة والنجم الأرجنيتنى العالمى ليونيل ميسى هى زيارة تاريخية بالفعل لنجم يتابع أخباره وتحركاته ونشاطاته الملايين حول العالم ووجوده فى مصر ولو لساعات والاحتفال به تحت سفح الأهرام أهم بكثير من ملايين الدولارات التى يتم إنفاقها فى زيارات ووفود وزارة السياحة المصرية والمعارض التى تشارك بها بشكل روتينى دون عائد حقيقى منها، وإظهار صورة مصر الحضارية والترويج للسياحة المصرية.
وليس لدى علم إذا كانت وزارة السياحة قد استعدت لزيارة ميسى قبل أن يأتى إلى مصر أم تركت الشركة المنظمة وحدها هى المسؤولة عن الزيارة التى تأتى فى إطار الترويج لحملة السياحة العلاجية للعلاج من فيروس سى. هل قامت الوزارة مثلا بحملة إعلانية وترويجية فى وسائل الإعلام العالمية ولدى شركات السياحة الكبرى عن الزيارة وعن السياحة العلاجية فى مصر؟ أشك فى ذلك. فأخبار الزيارة لا تأتى إلا عبر الشركة المنظمة التى بذلت مجهودا مشكورا لحضور ميسى إلى مصر وإلى قلب الحضارة فى العالم تحت سفح أبرز عجائب الدنيا السبع القديمة.
ميسى لا يأتى لمجرد أنه سائح أو متطوع وإنما كنجم يعرفه العالم وله محبوه ومشجعوه، بالتالى استغلال وجوده للترويج للسياحة العلاجية فى مصر وليس فيروس سى فقط فرصة ذهبية حتى تعود هذه النوعية من السياحة كمصدر للدخل القومى.
فمصر مليئة بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالى من الرطوبة، وما تحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة، وتـعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة. فما هو موجود فى مصر من مصادر علاجية تشفى العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمى والجهاز التنفسى والأمراض الجلدية وغيرها، كما ثبت أيضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلى عن طريق الدفن فى الرمال. لدينا مناطق تتمتع بميزة السياحة العلاجية فى مصر وهى مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة مثل حلوان، عين الصيرة، العين السخنة، الغردقة، الفيوم، منطقة الواحات، اسوان، سيناء، وسفاجا أعلى شاطئ البحر الأحمر والتى تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية والتى تزورها الأفواج السياحية وتأتى شهرتها بأن الرمال السوداء لها القدرة على التخلص من بعض الأمراض الجلدية. زيارة ميسى تفتح الباب لاستقطاب نجوم آخرين لزيارة تلك المناطق والترويج لها، ومثل هذه الزيارات كفيلة بتحقيق ترويج هائل للسياحة العلاجية فى مصر.