لابد أن تثبت الدولة الحقيقية لأبنائها وشعبها أنها قادرة على حمايتهم وتأمينهم وهذه أمور أساسية لا يمكن المزايدة عليها بأى حال من الأحوال، وإن عجزت الدولة عن ذلك فلابد من المحاسبة وإصلاح الخلل، وما يحدث اليوم من التنكيل والتهجير القصرى لأهالينا المصريين الأقباط فى العريش غير مقبول بالمرة ولا يجب الصمت عليه فكيف تقف الدولة عاجزة عن ردع هؤلاء الإرهابيين المجرمين الذين ينكلون بالأبرياء بهذا الشكل ويجبروهم على ترك بيوتهم بعد الاعتداء عليهم بهذه الوحشية، إن الجميع يعلم جيدا الحرب التى تخوضها مصر على الإرهاب والإرهابيين والكل يعلم جيدا التضحيات التى يدفع ثمنها الشهداء الأطهار من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة وكل من يعمل من أجل الوطن ولا يجب أن ننسى أو نتناسى هذا، لكن لابد أن نعى جميعا أن واجب الدولة الأول تجاه أبنائها هو حمايتهم وتأمينهم قبل أى شىء وهو ما لم يحدث، كما أن المشكلة لا تكمن فى كون هؤلاء أقباطا أو مسلمين لأنهم فى الأساس مصريون يعيشون فى مصر، فكيف تصل الأمور إلى هذا الحد ولماذا الصمت تجاه ما يحدث من قبل مؤسسات الدوله والتى يجب أن تعلم مواطنيها بحقيقة ما حدث ولماذا حدث؟ وما هى الإجراءات التى ستتخذها الدولة لمنع هذه الجرائم.
إن ما يحدث يثبت أن الدولة ما زالت غارقة فى النوم والثبات بالرغم من أن ما حدث قد أغضب كل المصريين بلا استثناء كما أنه سوف يحرج القيادة السياسية فى الخارج والذين هم متربصون لكل ما يحدث فى مصر سواء بالحق أو الباطل ولذلك لابد ألا يمر ما حدث مرور الكرام، ولابد من المحاسبة الشديدة لكل المسئولين عنه، كما لابد من منع تهجير أى إنسان من بيته ومكانه ولابد من تأمينه وتأمين حياته، وإلا فما حدث أمس مع أهالينا فى العريش سوف يتكرر فى أماكن أخرى، وسنجد أنفسنا فى حالة يرثى لها، إن قوة الدولة يا سادة من قوة احترامها لشعبها وقوه وتنفيذ القانون الذى يحمى ويؤمن ويحافظ على الحياة، وليس شيئا آخر، وعلى الجميع أن يكون على قدر المسئولية التى أوكلت إليه مهما كان ومهما كان موقعه ومكانه، وعلى الدولة ومؤسساتها دائما وأبدا أن تصارح وتعلم مواطنيها بكل ما يحدث حتى لا يقع الشعب فريسة للخداع والتضليل من تجار الفتنة والخراب والهدم فى البلد، مازال علينا الكثير والكثير ومازالت مصر تحتاج إلى العمل الجاد والإخلاص وإثبات القوة فى كل الأعمال حتى تعود هيبة الدولة فى كل مؤسساتها وتعود الهيبة فى اتخاذ القرار وتنفيذه على كل الأصعدة لأن ما نشعر به الآن يدمى القلوب ويبعث على الإحباط وفقدان الأمل الذى نتمسك به ونرجوه ألا يفارقنا حتى نجد مصر التى نحلم بها وتستحقنا .