فى الأوقات الصعبة والأزمات تظهر معادن المصريين ووطنيتهم، ويظهر من يساند بلده ويخاف عليها ويدمى قلبه حزنا على ما أصابها، ويتمنى لو افتداها بحياته، ومن يقتنص الفرصة ليشمت فيها ويزيد من جراحها.
قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعى كانت المعادن مدفونة فى قلوب أصحابها لا يظهر منها إلا القليل، لكنها الآن أصبحت مفضوحة على صفحات الفيس بوك، الذى لا يستر عورة، انكشفت الوطنية "الفالصو" التى يدعيها البعض، وأصبحت مواقفهم عرض علنى دون أى خجل.
من يتابع صفحات الفيس بوك خلال الأيام الماضية وتحديدا بعد عمليات استهداف عناصر بيت المقدس الإرهابية لبعض المصريين الأقباط فى مدينة العريش سيكتشف ببساطة حقيقة المناضلين الكاذبين المدعين الشامتين فى بلدهم ومن تسرى فى عروقهم دماء الحقارة الذين حولوا القصة من إرهاب تواجهه الدولة ولا يفرق بين مسلم ومسيحى ولا بين سيناوى وقاهرى وصعيدى إلى نزوح قبطى وتهجير قسرى وضعف دولة وانتصار إرهاب، أغمض هؤلاء بكل ندالة العين عن الإرهاب الذى يهدد العالم كله دون استثناء، وتجاهلوا حجم ما يقدم من دعم خارجى للإرهابيين فى سيناء كى يكسروا إرادة الدولة المصرية، وانهالوا كيدا فى دولتهم وشماتة فى انتقال بعض الأسر القبطية من العريش إلى الإسماعيلية بشكل مؤقت لمنح الفرصة لقوات إنفاذ القانون لمواجهة حاسمة مع العناصر الإرهابية .
بالتأكيد لا أملك صكوك الوطنية حتى أنزعها عنهم، لكنى فى المقابل لا أقبل أن أساوى بين هؤلاء وبين أبناء هذا الوطن المخلصين الذين يضحون بحياتهم ولا يدخرون جهدا فى سبيل حمايته، ولا أقبل أبدا أن يترك هؤلاء يسعون فسادا وإفسادا فى عقول الشباب وتأليبهم على بلدهم، وإنما لابد من كشف حقيقتهم، وكما لا يخجل هؤلاء من سب وشتم وإلصاق التهم على كل شكل ولون بكل من يخالفهم التوجه، يجب أيضا أن نكون كإعلام وصحافة أكثر جرأة فى مواجهتهم وفضح مواقفهم المخزية وبيان حقيقتهم الحقيرة أمام الجميع فالستر ليس واجبا مع هؤلاء لأنهم يخربون وطنا ويدمرون شعبا.
وليس مقبولا أن يبحث البعض عن حجج لهؤلاء ويدعى أنهم أصحاب نوايا حسنة وأنهم يحبون بلدهم لكن على طريقتهم، ففى مثل هذه المواقف لا يتنوع الحب ولا تتلون الانتماءات وإنما الطريق واحد والموقف واحد وهو دعم الدولة وليس الشماتة فيها، فلا يمكن أن ألتمس عذر حسن النية مع من يسخر من انتقال الأقباط المؤقت إلى الإسماعيلية ويتساءل بدعوى البراءة، "هل مخطط الدولة أن تكون سيناء خالية من الإرهاب أم خالية من الأقباط" ولن أتسامح أبدا مع من تصل به البجاحة إلى حد المطالبة بمفوضية لاجئين لتولى الأقباط النازحين، فكل هؤلاء وغيرهم ليسوا أكثر من أدوات أشبه بالطابور السرى لتنفيذ المخطط التدميرى للدولة، فلا يراعون أن دولتهم وجيشها الوطنى يحاربون على كل الجبهات، من إرهاب أسود، وحصار اقتصادى، وتضييق سياحى، ولا يهتمون إلا بتضخيم كل أزمة تمر بها البلد ويترصدون الأخطاء ليحولونها الى خطايا وكوارث، وتظل مصر مشتعلة لا تستقر.
هؤلاء المتكالبون على الرضاء الخارجى طمعا فى الدولارات والريالات، أو تنفيذا لأجندات الجماعة الإرهابية ومن ورائها من عصابات عربية حاكمة عليهم أن يدركوا أمرين، الأول ما هو المصير الذى آل اليه كل خائن ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية بكاملها.
والثانى أن مصر التى صمدت آلاف السنين ولم تسقط حتى الآن لأنها محفوظة بوعد القرآن، لن تسقطها تلك المؤامرات ولا هذه الفئات الضالة.