ولامؤاخذة طبعا، فالحديث عن الزبالة ذو شجون، وقد يتبادر إلى ذهنك أننى ألف وأدور وأحور لكى أتكلم بالطريقة والهمز واللمز عن بعض الزبالة الذين يعيشون بيننا، ولكن صفى نيتك، فأنا لا أنتوى الكلام إلا عن الزبالة بمعناها الحقيقى الملموس.. القمامة، أعزك الله.
الكنز المصرى المخبوء، الاقتصاد الكامن فى الباسكتات، والصفايح، والأكياس السوداء، والصناديق العملاقة، الذى جعل من جامعى وتجار القمامة مليونيرات، ومليارديرات، والذى لا نستطيع كشعب ولا كحكومة الاستفادة منه، وآخرنا فى التعامل معه هو أن ندفع فلوس جمع القمامة مرة على فاتورة الكهرباء بدون أى سبب منطقى، ومرة لعم أبو سيد الذى لو جيت للحق لدفع هو لك ثمن قمامتك لأنها تدر عليه أرباحا مهولة.
الزبالة معلم مهم من معالم معظم شوارع مصر، ولأن النظافة من الإيمان، ولأننا شعب متدين بضهره، ونصون العشرة، اعتدنا عليها، ولا نحب أن نفارقها.
لدينا عشرات المشروعات والمبادرات الصغيرة القائمة على إعادة تدوير القمامة، وشباب نظفوا أحياءهم، وباعوا زبالتهم، واشتروا بفلوسها أعمدة إنارة ومقاعد وأشجار، ويمكن لمصر كلها حكومة وشعبا أن تتوسع فى التجربة.. بس تقول لمين، إحنا بنحب الزبالة.