اصحي عبد الرحمن "مات" في ستاد بورسعيد

اصحي "عبد الرحمن فتحي" مات في ستاد بورسعيد، يالهوي بجد !! هكذا استقبلت نبأ المجزرة التى حدثت في استاد بورسعيد في مباراة الاهلي والمصري منذ اربعة سنوات والتى راح ضحيتها 72 شاب من خيره شباب الوطن.

كانت أول اجازة ليا اثناء خدمتي العسكرية وتم تسريحي من مركز التدريب في منتصف الليل ولشدة الارهاق دخلت منزلنا متوحشاً للسرير أكثر من أى شئ آخر، نمت وصحيت على صوت أمي في التاسعة صباح اليوم المشؤم، اصحي يا آسر ،عبد الرحمن توفي أمبارح في بورسعيد في الاحداث بتاع المباراة دي، عبد الرحمن فتحي !!؟ يالهوي .

شاب لم يتخطى العشرين من عمره يذهب يشجع فريقه المفضل ويرجع ملفوف في علمه ، لا يوجد كلمات نهائياً توصف شعوري اثناء تلقي تلك الصدمة، فزعت وقمت لمتابعة السوشيال ميديا لمعرفة ما حدث بالتحديد والتليفزيون يشهد جلسة طارئة لمجلس الشعب يناقش من خلالها تلك المجزرة وتداعياتها ، ما علينا من كل دا، انتو بجد بتهرجوا 72 واحد توفي في مباراة كرة قدم !!؟.

لحكم فترة مركز التدريب والتى تنعزل عن أى شيء بالعالم الخارجي سوي التدريب العسكري لم أتخيل ان مباراة كرة قدم تتحول الى مجزرة، نعم "مجزرة" تختلف او تتفق فمباراة رياضية ينتج عنها 72 شهيد فهي بالفعل مجزرة، لن أتحدث في تفاصيل اسبابها وتداعياتها ولكن سأتحدث عن "عبد الرحمن" أحد ضحايا الحادث والتى من تفاصيل حياته ستدرك ان مصر خسرت أعز ما لديها في تلك المباراة.

الكلمة الى تشوفها أول ما تشوف "عبد الرحمن فتحي" لأول مرة تقول عليه بشوش، وكلمة بشوش دي وراها معاني كتير منها طيبة القلب وصفاء النوايا وكل حاجة بمعني الكلمة، عبده كما يناديه المقربون منه شاب ملتزم دينياً وأخلاقيا وسلوكياً ، ويقضي معظم أوقاته في محل والده المجاور لمنزلي القديم ، اغلبية وقته في المحل ممسكاً خرطوم المياه ويقوم برش الشارع، ازيك يا آسر !! الحمد لله يا عبد الرحمن، هكذا طوال معرفتي به لن يكتمل يومي حتى القي السلام عليه كل صباح ومساء في المحل.

37 ألف ضابط بجمهورية مصر العربية ومئات الالاف من العساكر بالإضافة الى تأمين القوات المسلحة للمنشئات الحيوية اثناء انتشارها في تلك الفترة لم تقدر على منع تلك الحادثة، اذا فاليوم التالي هو بالتأكيد نهاية العالم او "يوم القيامة" مليون سؤال يدور في دماغك لمعرفة بالتحديد ما جري وما يجري ومن المستفيد وبالتحديد عقب ايام من الاحتفال بالذكري الاولي للثورة المصرية المجيدة 25 يناير !!؟.

توالت الايام ومسيرات تنطلق مراراً وتكرارا من رابطة "التراس اهلاوي" للمطالبة بالقصاص نتج عنها اقتحام مقر اتحاد الكرة بالجبلاية والقيام باشعال النيران به ، ولم تهدأ الرابطة التى تضم الالاف من الشباب عن المطالبة بالقصاص من المتسبب الرئيسي في تلك الحادثة، حتى حكمت المحكمة بمعاقبة 11 متهمًا بالإعدام شنقًا، وبالسجن المشدد 15 سنة لعشرة متهمين، والسجن المشدد 10 سنوات لخمسة عشر متهمًا، والسجن 5 سنوات لأحد عشر متهمًا، والحبس 5 سنوات مع الشغل والنفاذ لأربعة متهمين من بينهم اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد سابقا، وبالحبس سنة مع الشغل لمتهم واحد، وببراءة 21 آخرين.

لم تنسي رابطة "التراس اهلاوي" اصدقائها وأعضائها المفقودين في المجزرة وتقوم من الحين للآخر بإحياء ذكري كل منهم والاحتفال بذكري ميلاد كل الشهداء عبر صفحتها الرسمية باستمرار، كان يجب على المسئولين بالدولة احتواء الشباب آنذاك بدلاً من منعهم من حضور المدرجات والمباريات حتي الآن، ستظل الرابطة أبد الدهر تطالب بالحضور للمدرجات ليكونوا بجوار اصدقائهم التى انبعثت ارواحهم من داخل الاستاد، ولكن الى متي سيقوم المسئولين بالمماطلة بعودة الجماهير مرة آخري الى المدرجات.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;