الأمر فى العريش وفى مواجهة الإرهاب، لا يتحمل الهزل والخلط والكيد السياسى. وقد جرت العادة أن يكون هناك موقف واضح تجاه الإرهاب والقضايا الكبرى بعيدا عن الانتقائية أو الخلط بين موقف سياسى مؤيد أو معارض، الإرهاب لا يعرف الدين ولا العقل، والمتطرفون طائفيون وعنصريون. وما يجرى فى العريش تجاه المصريين المسيحيين تكرار لطائفية التنظيمات الإرهابية خلال التسعينيات، كان مقترنا باستحلال أموال الآخرين، ولا ننسى أنهم كانوا يكفرون كل من يختلف معهم، وحتى فى سيناء سبق وإن قتلوا مصريين اعتبروهم متعاونين مع الدولة، ومنهم الشيخ سليمان أبو حراز، وعمره 98 سنة، أكبر مشايخ الطريقة الصوفية بمحافظة سيناء، ونشر التنظيم فيديو يظهر ذبحه، ومعه شيخ آخر هو قطيفان المنصورى، وهو تأكيد أن الإرهاب لا يفرق بين المواطنين، وبالطبع فإن قتل المسيحيين بهذه الطرق الإجرامية تحول، سبقه اغتيالات لرجال دين مسيحيين.
ويفترض أن يكون لدى بعض من يتصدون للأمر نوع من التقدير لكون ما يجرى حربا ضد الإرهاب، ومهما كان عنفها لا يمكن مقارنتها بما جرى فى أى مكان آخر، وعليه لا يمكن تفهم الخلط والاستظراف فى مواطن الجد، أن يعلن البعض بثقة جاهلة أننا أصبحنا مثل سوريا والعراق، واستعمال مصطلحات مثل تهجير قسرى، وهى مصطلحات يزرعها البعض بوعى، ويرددها آخرون بغير وعى.
نعمم هناك نقص فى المعلومات بعضه بسبب تأخر رسمى، والبعض يتعلق بطبيعة حرب فى مواجهة الإرهاب وهى حرب وليست نزهة، وحقق أبناؤنا فيها الكثير من التقدم، ولم تنجح التنظيمات الإرهابية فى إعلان ما كانت تنويه فى يوليو قبل الماضى، وعلينا ونحن ننظر نرى أن أبناءنا من الجيش والشرطة يخوضون حربا بشرف وبصمود، وهى ليست كالحروب النظامية، ومع هذا تدربوا عليها وحققوا فيها نتائج مهمة، فى مواجهة إرهاب خسيس.
ولا يمكن النظر باحترام لآراء تقول إن رجال الجيش والشرطة يستشهدون لأن هذه وظيفتهم، فهذا رأى طائفى وعنصرى ويفتقد إلى أى نوع من اللياقة. وكل أبنائنا دمهم عزيز علينا، ويفترض أن نستوعب غضبا مضاعفا تجاه تطوير الإرهاب تجاه المسيحيين، مع الأخذ فى الاعتبار أن الإرهابيين قتلوا الشيخ البالغ من العمر 98 عاما، وهو مسلم لمجرد أنه اعتبر ما يفعله الإرهابيون عدوانا على الدين والإنسانية.
نقدر خوف البعض وغضبهم، ونقدر أكثر تفهم الأغلبية من المواطنين لهذا الوضع المؤقت، ونأمل أن تتوفر معلومات بقدر الإمكان، وأن تكون تحركات الأجهزة على قدر المسؤولية، ليكون الوضع مؤقتا وحماية لأرواح إخوتنا، دون مزايدة أو تهوين.