«سلام عليكم.. أنا إنسان.. كائن يعيش ويتعايش.. أنا رئيس جمهورية نفسى»، هذه بعض الجمل «المهمة» التى لا يزال الجمهور يرددها للفنان محمد شرف، التى قالها فى فيلم ظرف طارق، يرددها الناس مرة بالجد وأخرى بالهزل، لكنها كلمات تحمل، فى داخلها، أثرا نفسيا واجتماعيا مهما فى ظل مجتمع يدفعك بقوة ناحية «الاستقلالية».
«شوف يا سيدى أنا بقالى 25 سنة قاعد على القهوة دى».. يظل، أيضا، دور«محمد شرف» فى فيلم «آسف على الإزعاج» وجلوسه المتواصل فى المقهى مختصرا معاناة الشباب وضيق حالهم، ومعبرا عن رؤيته لمستقبلهم فى العمل والزواج والحياة الضائعة بـ«انقلاب قطار العمر»، وفرحته بالأمور البسيطة من الأشياء مثل الفوز فى لعبة «دمينو» من أروع الأدوار التى قدمها الفنان فى مشواره، كما أنه بالنسبة لى «هذا المشهد، هو التطبيق الحقيقى لمقولة «آسف على الإزعاج»، لأن هذا المشهد هو من صنع الإزعاج فى سيناريو الفيلم المهم.
محمد شرف، الذى يصر الناس على الربط بينه وبين شخصية «سامبو» التى قدمها فى المسلسل الشهير «أرابيسك» فى تسعينيات القرن الماضى، والتى مثلت بداية قوية له بين أبناء جيله، مريض هذه الأيام ويعانى بشدة للمرة الثانية فى ظل السنوات الأخيرة، ولديه مشكلات فى القلب ويحتاج لنقله من محافظة الإسكندرية، التى ولد بها عام 1963، إلى القاهرة لمحاولة إنقاذه.
ومحمد شرف، فى الفن، مثل كثير من الفنانين هم «ملح» الأعمال الفنية التى يشاركون بها، فهم يمنحونها جانبا كبيرا من التميز الفنى الذى يجعلنا قادرين على تقبلها، وذلك انطلاقا من خصوصيتهم وفهمهم لأدوارهم، ومحمد شرف قدم وجها مميزا فى التليفزيون والسينما، بالطبع ليس كله على مستوى واحد من القوة والجودة، لكنه فى مجمله كانت له طلة مميزة وحضور واضح، ويظل دور «أبو العلا» فى مسلسل رية وسكينة بمنطقه وفلسفته وأدائه علامة فارقة فى مشواره.
ويحسب للنجم أحمد حلمى أن «محمد شرف» كان حاضرا فى معظم أفلامه بشكل مختلف منذ أيام «زكى شان» وفى الحوار الذى تحول لإيفهات تملأ الدنيا يقول «محمد شرف» «اسكت.. أنا توبت وبطلت أسرق واتجهت إلى طريق المخدرات... مينفعش مادام دخلت عالم المخدرات لازم أقعد فيه مش أقل من سنة وبعدين أحول».
نعم يعرف محمد شرف قيمة «الإيفيه» لأن المدرسة التى ينتمى إليها والجيل السينمائى الذى هو جزء منه، يراهن على الإيفيه وأثره لدى الجمهور، ولو قام أحد الباحثين بعملية إحصائية، سوف يربح محمد شرف الكثير فى تعلق الجمهور بـ«إيفيهاته».
ونرجو من الله أن يمن بالشفاء، على الفنان الجميل ويعيده إلينا سالما.