أصدر تنظيم داعش بسيناء الأسبوع الماضى بياناً يتبنى فيه للمرة الثانية عملية تفجير الكنيسة البطرسية الذى تم فى 11/12/2016 الذى راح ضحيته 29 شهيداً منهم الأطفال والنساء، كما توعد التنظيم باستهداف الأقباط وكنائسهم فى أى مكان فى مصر كما بث فى بيانه بعض مقاطع لزكريا بطرس ومرقس عزيز التى يهاجمان فيها الإسلام والمسلمين كنوع من تبرير الاعتداءات على الأقباط، وقد قام التنظيم بالفعل بالاعتداء على أقباط العريش وقتل 6 أشخاص وقام بحرق بعضهم مع إحراق ممتلكاتهم. مما جعل هذه الأسر ترحل إلى الإسماعيلية بعيداً عن العريش مقيمين فى نزل الشباب وبعض الكنائس والأديرة، حيث قد تركوا كل ما يملكون، لا شك أن هذه الاعتداءات ليست هى المرة الأولى، حيث إن تلك التنظيمات قد أعتادت منذ سبعينيات القرن الماضى، وأثناء المواجهة بين الدولة والجماعة الإسلامية على الاعتداء على الأقباط كحلقة ضعيفة وكنوع من الضغظ على النظام السياسى، فمن الواضح أن داعش وبعد التضييق عليه أمنياً فى سيناء قد لجأ إلى نفس الممارسات بالاعتداء على الأقباط بهدف إحراج النظام وأحداث فتنة بين المصريين، خاصة أن الأقباط قد شاركوا فى 30 يونيو وقد شارك البابا فى اجتماع 3 يوليو 2013، مع العلم أن هذه العمليات وتلك الاعتداءات لم تستهدف الأقباط فحسب، ولكنها دائما ما تستهدف القوات المسلحة والشرطة والمواطنين فى سيناء، وبالطبع هذا سيصيب المصريين من المسلمين والمسيحيين، ولكن هذه المرة تخصيصاً بعد العملية البطرسية فإنها تستهدف الأقباط تحديداً، وهنا نركز بأن هذا البيان وتلك العمليات تذكرنا ببيان تنظيم القاعدة فى العراق الذى أصدر بيانا فى 2010 مهدداً الكنيسة والأقباط إذا لم تترك المتأسلمات العائدات للمسيحية، وقد تم تنفيذ التهديد بتفجير كنيسة سيدة النجاة بالموصل بالعراق، وتبعه تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فى 31/12/2010 فهل هذه العمليات ضد الأقباط، لأن زكريا بطرس ومرقس عزيز يهاجمان الإسلام والمسلمين؟
لا شك أن هذين الشخصان وأمثالهما والمقيمان بالخارج والذين يسيئون للإسلام والمسلمين لا يجب أن يحسبوا على الأقباط ولا المسيحية، حيث إن تلك الممارسات لا علاقة لها بالمسيحية بالمطلق، ولكن هؤلاء قد أرتبطوا بأجندات خارجية لا تريد خيراً لمصر ولا للإسلام، وبالتالى ولا للمسيحيين العرب، ولكن يريدون تحقيق مصالحهم، كما أن هولاء قد اتخذوا حجة الدفاع عن الأقباط كسبوبة يتاجرون بها ويتربحون منها باسم الدفاع عن المسيحية والمسيحيين فى الوقت الذى يسيئون فيه أكبر الإساءة للمسيحية وقيمها مثل مجدى خليل، فلم تعلم المسيحية الاعتداء على الآخر أو التعامل معه بمثل ما يعامله، ولكنها هى دعوة لمحبة الأعداء ومباركة اللاعنين والإحسان إلى المبغضين والصلاة من أجل المسيئين.فهل هناك علاقة بين هذه القيم وبين ممارسات هؤلاء؟ كما أنه لا علاقة بين هؤلاء وممارساتهم وبين تلك الاعتداءات؟ فهل كل الأقباط لهم نفس الأفكار التى لا تتسق مع المسيحية؟ وهل مواجهة تلك السلوكيات يكون بهذه الطريقه التى يتم فيها زهق الأرواح التى حرم الله قتلها؟
ما يحدث لهؤلاء فهذا قدرهم وهذه هى إرادة الله التى يجب أن نتقبلها بصدر رحب وبكل تسليم فجميعنا مستهدف بلا استثناء، وعلى الحكومة ترتيب حياة هؤلاء المهجرين وتجهيز لوازم حياتهم وإقامتهم ومعيشتهم وإعاشتهم وأعمالهم وتعليمهم حتى تنتهى تلك المواجهة مع الإرهاب. فتلك الواجبات هى مهمة الدولة وليس الكنيسة حتى لا نكرس فكرت أن الكنيسة هى المسؤولة عن الأقباط، فنحدث فرزاً طائفياً بين المسيحين والمسلمين يعطى الفرصة لتلك التنظيمات، فكلنا مصريين مصيرنا واحد وآمالنا وقدرنا واحد، «إنما ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ربنا موجود».