ماذا لو قرر جميع الإعلاميين أن يحذو حذو لميس الحديدى ويتوقفوا عن العمل الإعلامى؟
فقد أبدت استياءها على الهواء مباشرة فى برنامجها هنا العاصمة الذى يعرض على إحدى الفضائيات، مما حدث لزميلها إبراهيم عيسى.. واستطاعت عمل تكتل إعلامى وصحفى فى كل قناة ومؤسسة صحفية فإبراهيم عيسى لا يعتبر إعلاميا فقط إنما هو فى الأصل صحفيا محترفا منتميا إلى نقابة الصحفيين، وهنا سيكون لزاما على جميع الصحفيين التضامن مع ابن مهنتهم وربما يتطور الأمر لتضامن اتحاد الكتاب المصريين باعتباره من أعضاء الاتحاد ولدية عدد لابأس به من المؤلفات والكتب المعروفة والمقروأة.
ولا ننسى أن نضيف لقائمة المتضامنين مع إبراهيم عيسى كتاب السيناريو والحوار باعتباره له فى السوق فيلم حقق مبيعات طائلة ونجاح كبير، والحقيقة أنى لى وجهة نظر متواضعة ربما يتفق معى البعض أو يختلف معى الكثيرون، وهى أن مرحلة تقديم البرامج فى حياة الزميل الكاتب الصحفى والإعلامى والأديب والسيناريست تبدو من ضمن المراحل التى ربما جاء وقتها لتنتهى بشكل أو بآخر.
فكل إنسان منا عندما يبدأ فى مجال جديد ليس هو مجاله الأساسى فإنما يضع لنفسه أهداف يحققها من هذا المجال الجديد، وقد تكون أهداف مادية أو تحقيق مزيد من الشهرة أو الغاية للوصول لقاعدة أكبر من الجماهير للتأثير فيهم أو ربما الاستفادة من اكتساب خبرات جديدة كالوقوف أمام الكاميرا وربما كل ذلك جميعا.
ورغم أننى لا أعرف إبراهيم عيسى بشكل شخصى، لكننى أعرف طموحات أى صحفى وكيف يفكر من لديه أحلام لا تنتهى ولا تقف عند حدود معينة، وربما يكون الوحيد الذى يعتبر أن ما حدث له أمر عادى وقد يكون متوقعا هو إبراهيم عيسى.
بل ربما إن إبراهيم عيسى نفسه يرى أن الوقت قد حان للتفرغ إلى اكتساب خبرات أخرى جديدة تمكنه من تحقيق مزيد من أحلامه الجامحة.
ما أقوله من آراء فى هذا المقال هو مجرد رؤيتى الشخصية عن طبيعة الأشخاص الطموحين التى أعتبر نفسى منهم لكن مع اختلاف الظروف والإمكانيات والفرص.
هذا لا يعنى أن أقلل من انفعال لميس الحديدى أو ردود أفعال بعض الكتاب والإعلاميين عما حدث من إيقاف برنامج إبراهيم عيسى، فمازال ما حدث لا يعرف الكثيرون أسبابه الحقيقية وملابسات الموضوع، وأنا هنا لست بصدد تفنيد ومناقشة ماحدث؟ ولماذا حدث؟
إنما أنا ما يعنينى أن الشخص المعنى بالحدث لم يعترض ولم يحتج ولم يعتصم فى نقابة الصحفيين أو يضرب عن الطعام فى مقر قناته، بل إنه قال وصرح أنه سيتفرغ إلى العمل السينمائى وكتابة الكتب.
فلماذا البعض يحاول أن يبدو ناشطا سياسيا وبطلا قوميا ليدافع عن قضية ربما لا تعنيه فكل إعلامى موجود على الساحة فى مصر له أسلوبه ونكهته وطريقته ولا يوجد بديل عن إبراهيم عيسى مثلما لايوجد بديل للميس الحديدى.
والحقيقة أننى تخيلت لو نفذت لميس الحديدى ما أقسمت به واعتزلت مهنتها وهى لا تملك من المفردات والأدوات إلا عملها كمقدمة برامج فهى لم تكن فى الصحافة مثل التليفزيون.. وموهبتها الحقيقة نجدها على الشاشة عندما تطل علينا من برنامجها المميز.
ولم تكن لميس الإعلامية الوحيدة التى تخيلتها وهى فى مشهد مختلف وعمل مختلف، بل جميع الإعلاميين الذين لا يملكون من أدواتهم إلا موهبه واحدة فبعضهم تخيلته قد يقوم بشراء عدد من عربات التوك توك ويشغلها لصالحه، أو قد يرى آخر أن التوك توك موضة قديمة ويختار أن يعمل بنفسه على سيارته الخاصة فى شركة أوبر أو كريم.
وآخر يقوم بافتتاح مركز للتجميل وصالون حلاقة ليجمع الزبائن من الجنسين.
أمر جميل أن تكون لك موقفا، ولكنه الأجمل أن تعرف ماذا ستفعل إذا أخذت موقفا ما!