كثيرًا ما نخطأ فى توصيف الوقائع، وإطلاق المسميات على بعض الظواهر السياسية والاجتماعية التى نعيش فى ظلها، وهنا أدعوك إلى تأمل مصطلح «الإرهابى» الذى نصف به تنظيم داعش فى وسائل الإعلام المصرية والعالمية، وفى الحقيقة فإننى أرى أنه يجب أن نتوقف الآن عن توصيف هذا التنظيم بصفة «الإرهابى»، لأن هذا المصطلح يرسخ فى الأذهان صورة غير دقيقة لهذا التنظيم، فمعنى كلمة «إرهاب» يأتى من كلمة «رهبة» والرهبة تعنى الخوف والخشية والرعب، فهل هذا التنظيم يخيفنا؟ وهل نخشى منه؟ وهل يثير الرعب فى قلوبنا؟
إجابتى هى: لا، فلا نحن نخاف من داعش ولا نخشى منه، وهو قادر على أن يلقى الرعب والروع فى قلوبنا، وقد صك الغرب هذا المصطلح على التنظيمات الإسلامية ليزيد من ظاهرة الفزع من الإسلام، مستثمرًا ما لهذه الكلمة من جاذبية إعلامية تناسب المواطن الغربى، أماعندنا فالأمر مختلف تمامًا، وأول هذه الاختلافات هو أنه يجب علينا أن نزيل التأثير النفسى لكلمة «إرهاب» من نفوس الناس لأننا بالفعل لا نخشى منه، كما يجب علينا أن نزيل عنه كل تهويل أو تضخيم لما يحمل هذا التهويل من آثار نفسية غير مطلوبة فى نفوس الجنود الذين يحاربونه، كما أن كلمة إرهابى تضخم من ذوات هؤلاء المجرمين وتصورهم كما لو كانوا كائنات أسطورية تثير الرعب والفزع فى القلوب، والأهم من هذا فإن بعض هؤلاء المجرمين يستمتعون بهذا التوصيف إذ يقرنونه بالآية القرآنية «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله»، فيصورون أنفسهم وكأنهم جند الله ويصوروننا وكأننا «عدو الله».
هنا يحق السؤال: ما هو التوصيف الأنسب لهذا التنظيم القذر؟ وأجيبك بأن وصفه بالتنظيم «الإجرامى» هو أنسب توصيف، لأننا بهذا التوصيف نضعه فى حجمه الطبيعى ومكانته المستحقة مع السارقين والقتلة والسفاحين والداعرين والقوادين، نضعه مع مهربى المخدرات ومحترفى الدعارة ومستحلى أموال الشعب، نضعه فى خانة «أهل الخطيئة»، وهى مكانة تليق بمن يقتل الأبرياء ويقامر بمستقبل الأطفال، وفى الحقيقة فإن هذا التنظيم وغيره من هذه التنظيمات القذرة تفعل كل هذه الأفعال البشعة بطيب نفس لا يحسدون عليها ما يدل على أنهم مفطورون على الإجرام معتادين عليه، ولهذا علينا أن نتوقف عن وصف أفعالهم بالإرهاب الآن.