هناك وعلى بعد آلاف الأميال يجرى الصراع الذى تعنى نهايته بداية جديدة للخريطة العربية، التى تهلهلت من كثرة الترقيع، فعليًا تفقد هذه الخريطة جزءًا من أطرافها كل عشرة أعوام أو أقل، فقدت العراق قطعة لكردستان تحت مسمى الفيدرالية، واستيقظت النزعة الكردية على طول الحدود السورية العراقية المشتركة مع تركيا، وحاليا يتنازع الفصيلان الكرديان على حقول النفط والنفوذ فى منطقة سنجار، حيث الحدود المائعة، وهو نزاع تدعمه تحالفات إقليمية، وسيكون الرئيس التركى أردوغان مسرورا مادامت قد ابتعدت نيران الانفصال عن طرف ثوبه، إيران أيضا أفقدتنا القطعة الثانية، حين أطلقت وحشًا مذهبيًا بغيضًا، رأسه على حواف الخليج وقدميه فى بلاد الشام، وللأسف لم يكسب العرب معاركهم إلا فى الفضائيات وكتب التاريخ المدرسية، ولم يتبق من قوميتهم سوى أوبريت وخريطة ممزقة.