ابتسامة ولمعة عين نجم هوليود "ويل سميث" أثناء تجوله بالمتحف المصرى والأهرامات، دفعت العديد من التساؤلات المنطقية للظهور: كم مرة خطوت بقدميك أو سيارتك مكان المتحف المصرى الذى يأتى إليه الجميع لقضاء وقت بسيط وسط أمتار قليلة تضم تاريخنا ومجدنا وآثار الأجداد؟ كم مرة وأنت متوجه لعملك أو للقاء صديق أخبرتك نفسك "دقائق لزيارة الأهرامات لن تضر"؟ متى زرت أى متحف ملىء بكنوزنا الأثرية فى أى عصر؟ سواء الإسلامية أو القبطية أو حتى متحف الشمع ؟!.
"ما تملكه اليد تزهده النفس".. هذا باختصار حالنا كمصريين، لا ندرك نعمة بلادنا، التى اتضح أنه لا يعرفها سوى الأغراب والأجانب ومن ليس منها، والتى رغم ما وهبها الله من جو معتدل وكنوز وميراث لا يقدر بثمن تركه الأجداد مازلنا لا نعرف قيمتها الفعلية، فى حين يتمناها البعيد والغريب، وأحدثهم ويل سميث أشهر نجم هوليودى جاء من بلاده لمصر حديثا، حبا وعشقا لترابها، وجمالها وعظمتها.
ابتسامة ويل سميث وحدها والتقاطه سيلفى مع قناع أشهر ملوكنا "توت عنخ آمون" وفخره بتحقيقه ذلك الأمر خلال زيارته للمتحف المصرى، يلخص لنا لماذا يعشق الغرب مصر، ويأتون سعيا لزيارتها بداية من ويل سميث واللاعب الأرجنتينى الشهير ليونيل ميسى نجم نادى برشلونة الإسبانى، والفنان الفرنسى من أصول جزائرية "أنريكو ماسياس"، بالإضافة للنجم العالمى مورجان فريمان وفان ديزل، وغيرهم فى قائمة طويلة لا ولن تنتهى سيزينها بعد أيام حضور النجم الأشهر فى بوليود أميتاب باتشان لتكريمه فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.
" مصر جميلة" ليست عبارة سطحية ، "مصر جميلة" ليست شعارا، " مصر جميلة " لم تكن عنوان " غنوة " للمطرب الشعبى محمد طه فقط، لكننا ننظر لنصف الكوب الفارغ دائما، نغرق فى التفاصيل السيئة والسلبيات المرهقة ونمتلئ طاقات سلبية تعود عكسا على رؤيتنا لما هو جميل.
نظرية القبح " وياسيدى هو جاى يشوف ايه " تحولت لحاجز وقناعة مع الوقت يمنعنا عن رؤية أن الأصل جمال البلاد، أرض طيبة ، وناس يملؤهم الود ، وطقس معتدل دافئ، وطبيعة رائعة، وآثار يجب أن نستثمرها بشكل أفضل بعيدا عن السياسة والاقتصاد، ففى حقيقة الأمر مصر مباركة ، بذكر رب العباد لها فى كتابه العزيز " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " .
أيضا هناك كتابات وروايات وردت عن فضل مصر ، منها ما جاء فى أن أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم أورد فى كتاب "فتوح مصر وأخبارها" عن عبد الله بن عباس قال: إن نوحاً رغب إلى الله عزّ وجل وسأله أن يرزقه الإجابة في ولده وذريته فنادى حام فقام مصريم " مؤسس مصر والذى سميت على اسمه " ، يسعى إلى نوح وقال: " يا جدي قد أجبتك، إذ لم يجبك جدي ولا أحد من ولده فاجعل لي دعوة من دعائك ، ففرح نوح ووضع يده على رأسه وقال: : اللهم إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد التي نهرها أفضل أنهار الدنيا واجعل فيها أفضل البركات وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم وقوهم عليها".
الصين بعظمتها وتقدمها أرادت تقليد ما لدينا ببناء مجسمات للحضارة المصرية ، لكنها فى رأيى وللمرة الأولى تفشل وبجدارة فى بناء هرم شبيه لما لدينا .
مصر جميلة " خليك فاكر " كأى دولة نعيش مرحلة الغلاء، وفساد منتشر رغم المحاولات المتكررة للقضاء عليه، ونفسيات مشحونة بإحباطات وقلة الحيلة ومسجونة داخل عتمة اليأس فأدت لعدم رؤية الجمال والنعمة لدينا، لكن غيرنا يراها ، لكن الآخرين يقدرون مالدينا ، ولذا وجب الانتباه لثروتنا الحقيقية وقوتنا التى يجب الاعتزاز بها وتطويرها ، والدعاية لها على أعلى مستوى وبكافة اللغات، مع تقديم دعوات من وقت لآخر لنجوم العالم فى كافة المجالات وأسرهم لزيارة مصر ، وتسويق ذلك بشكل احترافى ، لماذا لا يدعو كل لاعب كرة مصرى متعاقد مع نادى دولى أصدقاءه لزيارة مصر ، لماذا لا يدعو كل فنان نظيره للقدوم والاستمتاع بالطبيعة التى وهبها الله لنا ، سواء على المستوى العربى والدولى ، وكل مصرى مخلص لبلاده يروج لها بطريقته . .
رغم كل شئ ، وأى شئ الحمد لله على نعمة " مصر " ودايما خليك فاكر إنها " جميلة " ..