جرت العادة أن تحتل قضية الوعد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الصدارة أثناء موسم الدعاية فى الانتخابات الرئاسية، ثم تتجمد الوعود بشأنها بعد انتهاء الانتخابات، ومنذ أن أصبح «ترامب» رئيسا لأمريكا يترقب الكل ما إذا كان سيبقى على نفس نهج أسلافه فى هذا الموضوع أم لا؟.
لم يستطع أى رئيس أمريكى سابق أن يفعلها لاعتبارات كثيرة أهمها، المصالح الأمريكية فى المنطقة، وحدث هذا بالرغم من الهوان العربى أمام النفوذ الأمريكى والعربدة الإسرائيلية، وتحديدا منذ أن عرفت الدول العربية طريقها إلى توقيع اتفاقيات للسلام مع إسرائيل وأولها اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
غير أننا الآن أمام معادلة إقليمية ودولية مضادة للمصالح العربية، وتشجع «ترامب» على فعل ما لا يتوقعه أحد، كتنفيذ وعده الذى أعطاه أثناء حملته الانتخابية بنقل عاصمة بلاده فى إسرائيل إلى القدس، والشاهد ما حدث يوم السبت الماضى فى إسرائيل، أثناء زيارة رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الأمن القومى فى مجلس الشيوخ الأمريكى «رون دى سانتيس».
قال «سانتيس» فى مؤتمر صحفى عقده بمدينة القدس وحسب ما نقله راديو «صوت إسرائيل»، ونقلته وسائل الإعلام العالمية: «أرجح أن يفى الرئيس دونالد ترامب بوعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأن قرارا بهذا الشأن سيصدر فى الأول من شهر يونيو المقبل.
وكما هو واضح فإن كلام السيناتور الأمريكى ينتقل من الترجيح إلى التأكيد، بدليل تحديده لموعد إصدار القرار فى «يونيو المقبل»، وبدليل ما ذكره عن توقعه لرد الفعل العربى، حيث قال: «هذه الخطوة لن يكون لها ردود فعل لدى الدول العربية الحليفة لواشنطن بسبب عدم اكتراثها بالقدس، وانشغالها بالتهديد الإيرانى».
وكما هو معروف فإن تحركات مثل التى يفعلها «سانتيس» تكون بمثابة بالونة اختبار لمن يعنيهم الأمر، غير أن المثير فيما قا له أنه يقول خبرا لكنه فى نفس الوقت يحكم مقدما على الجهات المتوقع أن تغضب من فرقعة هذا الخبر، وحكمه أنها مشغولة بالتهديد الإيرانى، وطبقا لذلك علينا أن نقلب فى مجمل أسباب النفخ الزائد فى حالة العداء بين إيران والعرب، فأهمها هو صرف الأنظار عما يحدث فى القضية الفلسطينية عامة، والقدس خاصة.
الأمر أمام الجميع، فماذا نحن فاعلون؟