قال صاحب الوكالة للفتوة سليمان الناجى:
وجدنا فى عدلك الشامل شيئاً من الظلم.
فتساءل مقطباً:
- الظلم؟
- ظلمك لنفسك وأتباعك.
وتساءل العطار:
- أى ظلم فى أن تنال نصيبك كاملاً وأن ينالوا نصيبهم؟
وتساءل حموه السمرى:
- ألا تسفك دماؤكم دفاعاً عن كرامتنا؟
وقال تاجر الغلال:
- الفتوة ورجاله من الوجهاء أو هذا ما ينبغى أن يكون.
وقال صاحب الوكالة: خلق الفتوة ليكون وجيهاً.
وبتعاقب الأيام زحف على وجدانه مخدر فعال، كفّ عن عمله وأحل فيه أحد رجاله، وزاد من الهبات لنفسه ولأعوانه فمضت العصبة ترتفع نحو منازل الوجهاء وتناقصت أنصبة الفقراء والحرافيش وتحفز الأتباع للمتسائلين وأرهبوا الساخطين.
وتجنب سليمان المعارك ما وجد لذلك سبيلًا، وآثر فى النهاية أن يحالف فتوة الحسينية ليتفادى من مواجهة التحديات وحده وفقدت الحارة مركز السيادة الذى تبوأته منذ عهد عاشور الناجى.
من رواية الحرافيش
نجيب محفوظ