ربما وأنت تقرأ هذا المقال يكون الدكتور «خالد العنانى» وزير الآثار قد أعلن عن اكتشاف أثرى قالت عنه وزارة الآثار، فى بيان رسمى، إنه «جديد» فى منطقة «سوق الخميس» بالمطرية، وبعيدا عن أهمية الكشف من عدمها، أرجو منك أن تتوقف قليلا عند اسم المنطقة الأثرية التى جاء الاكتشاف بها، نعم «سوق الخميس» فهل تعرف قصة هذا الاسم؟ وهل تعرف كيف تتجلى هنا ظاهرة «احتقر نفسك بنفسك»؟
الاسم العلمى أو الأثرى لهذه المنطقة هو «جامعة أون» أو مدينة أون، التى امتدت حدودها إلى عدة كيلو مترات فى العصور القديمة، فقد كانت هذه المنطقة حاضنة أساسية لحضارة «أون» وجامعة «أون» وفلسفة «أون» ونظريات «أون» وقت أن كانت هذه المنطقة منبعا للنور فى العالم كله، وأول جامعة علمية فى العالم كله، وصاحبة أول صياغة لنظرية الخلق فى العالم كله، وواضعة أول تصور للتقويم الشمسى الذى نعمل به حتى الآن، فمن أين جاء اسم «سوق الخميس» هذا؟
للأسف اسم «سوق الخميس» تم إطلاقه على قطعة أرض تابعة لهذه المنطقة بعد أن تم تخصيص قطعة من هذه الأرض لعمل سوق جديدة لأهالى المطرية بدلا من سوقهم القديمة، وللأسف أيضا تم البناء على أرض أثرية بموافقة الآثار ومباركاتها وموافقة مجلس الوزراء ومباركته تحت زعم أن نقل السوق إلى هذه البقعة المقدسة سوف «يفك أزمة» يعيش فيها الحى، ثم توقف هذا المشروع بعد فترة وبقى الاسم مشوها لتاريخ مجيد وضاربا بكل القيم الفكرية والتاريخية والعلمية التى تحملها المنطقة عرض الحائط وقعر البئر، ولهذا أرجو أن ينتبه الدكتور خالد العنانى لهذا الخطأ التاريخى الكبير وأن يصحح الخطأ المأساوى الذى تسلمه من سابقيه، وأن يعيد إلى المنطقة بريقها المفتقد، ويعيد إلى المنقطة اسمها القديم.