القوة السكانية: أساس مهم من أسس الجيوبوليتكس. وهنا يجب أن نعرف الفرق بين علم الجغرافيا السياسية و علم الجيوبولتيك , حيث أن علم الجغرافيا السياسية هو علم تأثير الجغرافيا على السياسة . ولكن علم الجيوبولتيك يقوم بدراسة تأثير القرارات السياسية على تغيير الأبعاد الجعرافية للدولة.
و يعتبر السكان- أو القوة البشرية- من أهم العناصر التي تقوم عليها القوة الشاملة للدولة، وعدم وجود كثافة سكانية فى شبه جزيرة سيناء يجعل القيادة المصرية غير مسيطرة بنسبة 100 % على أراضى سيناء . وحتى بسبب عدم وجود كثافة سكانية مرتفعة فى سيناء جعلها سهلة الإحتلال من الجانب الإسرائيلى مرتين عامي 1956 و 1967. حيث أن الكثافات السكانية لمختلف مسارح العمليات، وبقع التنازع السلمي والعسكري تشكل قوة كبيرة للتصدى لأى شكل من أشكال محاولة الإحتلال أو أشكال التغلغل من جانب الجماعات الإرهابية.
و إسرائيل تتفهم ذلك جيدا حيث البقاء على صحراوية الطبيعة فى سيناء يشكل خط دفاعى كبير للوجود الإسرائيلى . لذلك يتوجب على القيادة المصرية العمل بجدية كبيرة وفعالة على نقل أعداد كبيرة من السكان من وادى النيل إلى شبه جزيرة سيناء , و هناك مجالات عديدة من الممكن عمل المصريين فيها سواء فى مجال الزراعة فى محافظة شمال سيناء التى يبلغ إجمالى الأراضى الزراعية بالمحافظة حوالى 164 ألف فدان، تمثل حوالى 1,81% من مساحة الأراضى الزراعية بمصر، وهذه النسبة قابلة للزيادة طبعا . و أيضا العمل على زيادة عدد السكان فى محافظة جنوب سيناء والتى يتركز بها صناعة السياحة فى مصر و من الممكن لو أرادت القيادة المصرية أن تقوم بمنع بناء أى وحدات سكنية جديدة فى منطقة وادى النيل و الدلتا و توجية عملية البناء هذه إلى شبه جزيرة سيناء فقط.
القيادة المصرية فعلا تتفهم المشكلة الكبيرة التى تمر بها شبه جزيرة سيناء فى وقتنا الحاضر , وبالفعل بدأت تتخذ بعض الإجراءات فى صناعة جيوبوليتيكا مصرية على أراضى سيناء منها زيادة التواجد العسكرى المصرى على أراضيها, و العمل على إقامة العديد من الموانئ على شاطئى قناة السويس القديمة والجديدة ، مما يجعل من سيناء مركز إعادة للشحن الدولي مما سيجعلها مستودعا كبيرا و مهما لجميع منتجات الدول الأسيوية العابرة إلى الإتحاد الأوروبى. و بالفعل قامت كل من الصين وروسيا بالتقدم لإقامة هذه المشروعات الأمر الذى سيغير من شكل المناطق المحيطة بقناة السويس, و لكن هنا يجب أن تقوم القيادة المصرية بالتهجير الإجبارى لكل عامل أو موظف فى سيناء له و لأسرته من خلال كما قلت أعلاه توجيه عمليات بناء شقق للإسكان الشبابى فقط إلى سيناء .و يجب أيضا نقل المصانع الكبيرة فى منطقة حلوان إلى سيناء خصوصا بعد الحصول من روسيا على وعود بتطوير هذه المصانع فأرى أن نستغل هذه الفرصة و نقوم بنقلها .
أن العمل على تواجد أعداد كبيرة من السكان فى شبه جزيرة سيناء له منافع لمصر والمصريين لا تحصى , ولكن يمكن ذكر فقط منفعتين أولهما القضاء على حلم إسرائيل أو حماس فى إحتلال شبه جزيرة سيناء و ثانيهما الخروج من منطقة الدلتا و وادى النيل بعد أن وصل عدد سكان مصرحوالى 90 مليون نسمة.
و القيادة المصرية أرى أنها قادرة على عملية التهجير لسكان وادى النيل و الدلتا إلى سيناء و لما لا فعبدالناصر قام بتهجير مليون شخص من مدن إلى مكتظة أصلا بالسكان فما بالنا لو قمنا بتهجير 20 مليون مصرى من مناطق مكتظة إلى فضاء واسع نريده كلنا كمصريين.