كثير من الكتابات الغربية التى خرجت مؤخراً لتشوه صورة الإسلام السمح من خلال ممارسات قلة من الإرهابيين من نوعية داعش والإخوان وللأسف ما نقرأه على لسان متطرفى الغرب لا يقل خطورة عن متطرفى الشرق، فالجميع لم يقرأ الإسلام السمح ولم يتعلم من نبى الرحمة محمد بن عبد الله، رسول السلام، وللأسف منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 ذاع بين أهل الغرب أن الإرهاب ينبع من الدين الإسلامى وأن المسلمين يحاربون الغرب لا لما يفعله ولكن لما يمثله من فكر وأسلوب حياة.
وقد عبر عن ذلك «جان مارى كلوبانى» رئيس تحرير جريدة لوموند الفرنسية بقوله: «إن كراهية المسلمين للغرب تنبع من غيرتهم من الثراء والنجاح الذى يعيش فيه الغرب ويمثله».
وقد برر البعض ومنهم «برنارد لويس» الأستاذ فى جامعة برنستون الأمريكية ذلك العنف إلى تخلف المسلمين، وكل هذه الآراء تجعل الإرهابين مسلمين أولا وأخيرا وأنهم لم يتحولوا إلى الإرهاب إلا لكونهم مسلمين بل إن منهم من يتعدى كل «الصحفى بمجلة ليون كلود امبار» ذلك إلى وصف المسلمين بالمتوحشين الذين يهدفون إلى تطهير البشرية من الكفار.
والحقيقة أن أعداء الإسلام لم يكتفوا بحروب القتال وسفك الدماء فشنوا منذ أمد بعيد حربا أخرى هى حرب الافتراءات والأكاذيب والتشويه.
فاتهموا الإسلام بما ليس فيه وصوروه فى صورة كريهه، باعتباره دين قائم على القهر والغلبة ليس له علاقة بالتسامح أو احترام الحريات، لا يرعى عهد ولا يحفظ ذمة، ولا ينظر إلا إلى مصلحته الخاصة فى إبرام العهود أو نقضها «إذا وجدت المصلحة فى إبرام العهد أبرمه وإذا غدت هذه المصلحة نقضه».
ولكن اليقين الذى لا شك فيه أن الجهاد شرع فى الإسلام ليحمى العقيدة من كيد المتربصين بها لتأخذ مجراها النبيل فى هداية البشر بجانب:
- الدفاع عن النفس والوطن والمال والعرض.
- حفظ الكرامة والحياة ونصرة المستضعفين قال الله تعالى: «وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا»- النساء (75).
- منع الفتنة أو تأمين حرية الدعوة: وهذا ما صرَّح به القرآن الكريم فى آيتين من كتاب الله، إحداهما فى سورة البقرة فى قوله تعالى: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» «البقرة:193».
والثانية فى سورة الأنفال فى قوله تعالى: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» «الأنفال:39».
- استرداد الحريات والمغتصبات
فهو ليس أداة قوة أو سبيل قهر بل ضرورة «كتب عليكم القتال وهو كره لكم».
تفرضها الأسباب السابقة وتحكمها قوانين الإسلام «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» «وأن جنحوا للسلم فاجنح لها» ولكن ليس إسلام ذل أو امتهان «فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون».
فأين هو الإرهاب فى دين الإسلام ومتى كان المسلمون مهاجمين أو معتدين منذا ظهور الإسلام وحتى العصر الحديث؟!
وللحديث بقية