استغلال نجوم العالم فى كرة القدم والفن والسينما، وفى مختلف المجالات للترويج لمصر باعتبارها واقعيًا تملك من الآثار ما يجعلها الدولة الأولى عالميًا، ولديها مختلف أنواع السياحة، من دينية قبطية كانت أو إسلامية، بالإضافة إلى السياحة العلاجية والشاطئية، إلى الآثار الفرعونية التى مازالنا حتى يومنا هذا نكتشف الآثار التى لا تنتهى، بل إنه مازالت توجد فى كثير من محافظات الصعيد، وفى مقدمتها محافظة المنيا التى تعوم على بحر من الآثار.
للأسف هذه الخيرات والكنوز لم تشفع لمصر أن تحقق مركزًا متقدمًا بين دول العالم فى عدد السائحين، بل على العكس تراجعت السياحة المصرية مؤخرًا لأسباب خارجة عن إرادتنا، وكلنا يعرفها، ألا وهى الإرهاب الذى دمر بلادًا كثيرة وحولها إلى بقايا.
والآن نحن فى فترة التعافى والشفاء التام بإذن الله..
ولمزيد من التعجيل برسم صورة ذهنية جديدة ومشرقة لمصر أمام العالم، كان ينبغى استخدام وسائل شديدة الجاذبية، ولها صدى قوى..
وخلال الفترة الأخيرة حضر إلى مصر نجمان من عالمين مختلفين، النجم العالمى لكرة القدم ميسى، ونجم السينما الأمريكية ويل سميث..
والجميل فى الحدثين أن أحدهما كان مرتبًا من قبل، وتم حشد القنوات والإذاعات، ووسائل التواصل الاجتماعى، وأيًا كان ما حدث فى اللقاء ولسنا بصدد مناقشة مدى نجاحه.
والحدث الثانى، هو حضور ويل سميث فى سرية تامة، وجاء فى زيارة بعيدًا عن الأضواء، لكى يكتشف هذا البلد الذى طالما وعد أصدقاءه فى مصر بأنه قادم لزيارتهم فى الوقت المناسب..
ورغم سرية زيارة «سميث» فإن القنوات الفضائية فى مصر، وجميع الصحف المصرية والعالمية سجلت ورصدت الزيارة..
ولست هنا بصدد المقارنة بين الزيارتين، إنما أرى أن كل نوع منهما له أهميته ونتائجه المثمرة..
بل إن تصوير عمل عالمى فى مصر فى الفترة المقبلة لأمر مهم، فكلما ظهر هؤلاء النجوم ينعمون فى شمس مصر، ويسجلون انطباعاتهم الإيجابية، فهذا من شأنه أن يدعم صورة مصر الجديدة للعالم، خاصة أن روسيا وألمانيا رفعتا الحظر عن السفر لرعاياهما، وكذلك هناك دول كإنجلترا والدنمارك لديها رعايا بدأوا فى زيارة مصر، والاستمتاع بكل شىء فيها.
فى ظل كل الجهود المبذولة ينبغى أن تكون وزارة السياحة ووزيرها على مستوى المسؤولية، فهذة الوزارة لا بد أن تكون على رأس الوزارات الحيوية والاستراتيجية، لدورها المهم فى زيادة الدخل القومى، وتوافر العملة الصعبة، وأعتقد أن توفر العملة الصعبة من شأنه تحسين سعر الجنيه..
نحن فى حاجة إلى إعادة هيكلة للوزراة، نحتاج إلى موظفين على مستوى من الخبرة التى تمكنهم من التعامل فى الظروف الطارئة.. وطوال السنوات القليلة الماضية، ومع تغير وزراء السياحة، مما يخلق نوعًا من التنافر وعدم الالتزام..
«أرجوكم خلى قلبكم على البلد».. كلمة قالها لى أحد المرشدين السياحيين الذين يعملون فى مجال السياحة، ولكنه يعيش فى دولة المجر، فقد رأى بنفسه كيف يتعامل العاملون فى تلك الوزارة بنوع من عدم الاهتمام، وكأن البلد مش بلدهم.. وأضم صوتى لصوت هذا المرشد المجرى الجنسية، المصرى الأصل..حافظوا على بلدكم، وخليكم على مستوى المسؤولية.. هذه الرسالة موجهة بشكل خاص للعاملين بوزارة السياحة، وهيئة التنشيط السياحى، ووزيرها الهمام، وموجهة بشكل عام لكل المصريين، فالسياحة هى باب رزق محتاجين نوسعه، علشان نقدر نكمل مشوار كفاحنا من أجل مصر..
محتاجين حملات توعية إزاى نتعامل مع السائح، ونقدم صورة مبشرة بالخير عن مصر.. كفاية سلبيات بقى.