الصمت المريب أمام انتشار الإخوان فى مفاصل الدولة!
لا تدفنوا رؤوسكم فى الرمال، واعترفوا أن جماعة الإخوان الإرهابية منتشرة ومتوغلة فى مفاصل الدولة، كانتشار الأورام السرطانية الخطيرة، وتلعب دورا محوريا فى تصدير الارتباك والفشل الإدارى فى معظم الوزارات، خاصة الخدمية، وتُسخر هذه المؤسسات لخدمة أهداف التنظيم الإرهابى.
المواطنون المترددون على المصالح الحكومية فى معظم المحافظات والمدن يضربون كفا بكف وهم يرون أعضاء تنظيميين يعملون فى وظائف مهمة، ذات الطبيعة بالجماهيرية، فيعطلون إنهاء مصالح الناس بفعل فاعل، لشحن بطاريات الغضب فى الصدور، ومحاولة الهمز واللمز بأن الحكومة وراء هذا الارتباك ووضع العقبات.
ثم تجد الحكومة، تتباكى، وتظهر قليلة الحيلة، ومرتبكة، وعاجزة، وتشتكى مر الشكوى من أن هناك «قوى للشر» تعبث فى مقدرات الوطن، وتعطل مصالح الناس، وتنشر الشائعات لإثارة البلبلة، ومع ذلك تقف مكتوفة الأيدى لا تنطق بجملة واحدة عن خطط مواجهة هذه القوى الشريرة الخفية، رغم أن المصريين جميعا يعرفون هذه القوى فردا فردا وأماكن وجودهم.
ويسأل أبناء بلدى، عن السر الدفين وراء ارتعاش الحكومة خوفا ورعبا من اتخاذ قرارات ثورية لطرد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية من كل مفاصل الدولة الرسمية، خاصة المؤسسات الخدمية والجماهيرية ذات العلاقة المباشرة مع المواطنين، مثل وزارات التموين والكهرباء والصحة والتعليم والتعليم العالى والنقل والإسكان، وغيرها من المؤسسات الخدمية والجماهيرية.
ولماذا لا تتخذ الحكومة من الرئيس التركى طيب رجب أردوغان المثل والقدوة فى كيفية المواجهة الحاسمة دون خوف من انتقادات خارجية، أو غضب القلة المعروفة بالاسم داخليا، حيث طرد فى يوم واحد 6 آلاف موظف ومسؤول من كل مؤسسات تركيا، واستمر الطرد حتى وصل إلى أرقام مفزعة، تجاوزت مئات الآلاف، وتخلص من كل خصومه سواء من جماعة فتح الله جولن، أو حتى العلمانيين.
«أردوغان» لم يترك فرصة الانقلاب الفاشل، تذهب هدرا، وقرر توظيفها لتحقيق الهدف الأسمى، من خلال تسريع وتيرة عملية مسح الهوية العلمانية لتركيا، وسيطرة الطابع الإسلامى، وطرد كل المعارضين من العلمانيين من كل مفاصل الدولة، وحذف اسم مؤسس العلمانية فى البلاد، مصطفى كمال أتاتورك، من معظم المناهج، بل وإزالة تمثاله المهم من الميدان الرئيسى لمدينة «ريزا».
نقل تمثال رمز العلمانية، اعتبره المراقبين، علامة فارقة فى تحديد مستقبل تركيا المقبل، ورسالة محورية مفادها أنه أخيرًا وبعد 15 عامًا من حكم أردوغان بدأت خطوات محو دولة أتاتورك العلمانية التى أنقذها من الإمبراطورية العثمانية وإعادة صياغة الجمهورية بطريقته الخاصة الأوتوقراطية والأكثر إسلامية.
ولم يقتصر الأمر على قيام أردوغان بتنظيف تركيا من كل خصومه، باستبعادهم من مفاصل الدولة، بل وصل الأمر وحسب تقرير رسمى أعدته الأمم المتحدة كشف أن أردوغان طرد ما يقرب من 500 ألف من أكراد تركيا بعد تدمير واسع لمناطقهم خلال عام ونصف.
ونحن هنا فى مصر، نقيم حفلات المآسى، واللطم على الخدود، وارتداء الملابس السوداء، حزنا وألما مما تصنعه جماعة الإخوان الإرهابية التى تكاتفت مع كل التنظيمات الإرهابية فى العالم وإحضارهم لسيناء لخطف أرواح خير من أنجبت مصر، جنود الجيش والشرطة، ووضعوا أيديهم فى أيدى كل المتآمرين على البلد، ومع ذلك لم تتخذ الحكومة أى خطوة ضدهم، ومستمرة فى «تسمينهم وعلفهم» فى السجون، وتركتهم يعبثون فى مفاصل الدولة كيفما يشاءوا.
الأيدى المرتعشة لا تبنى دولا قوية، والخوف لا يعشش إلا فى النفوس الضعيفة، والأماكن المهجورة، وإذا استمر الإخوان فى مفاصل الدولة فلن يكتب أى نجاح لأى حكومة.
ولك الله يا مصر...!!!