نقيب شرطة واقف فى كمين فوق الطريق الدائرى بالليل، لم يتوقع وهو يقضى عمله الممل المعتاد أن يفضح دواخل الداخلية القبيحة أمام الرأى العام بهذا الشكل المخزى، لدرجة الإطاحة بقيادات أمنية كبيرة من مناصبها، وحبس ضباط وأفراد شرطة.
نقيب الشرطة ضبط بالصدفة البحتة «جوالاً» و«كرتونة» مملوءين بالأسلحة النارية، واعترف حامل الأسلحة بأنه يهرب السلاح بكميات كبيرة من الصعيد لتسليمها لأمين شرطة بقسم ثان شبرا الخيمة.
أمين الشرطة اعترف وأرشد عن تورط أمين شرطة آخر بقسم ثان شبرا الخيمة وعاطل فى تجارة الأسلحة، ركز كويس «تجارة الأسلحة».
الأمين كشف أيضًا تورط رئيس مباحث القسم، واثنين من الضباط فى الحصول على السلاح.
مباحث القسم بتشتغل فى السلاح، وإيه كمان، الأمين قدّم تسجيلات تفيد بتورط رئيس المباحث واثنين من معاونيه فى الاتفاق على جلب الأسلحة، وتلفيقها للمتهمين.
يعنىالأمين مأمن نفسه ومسجل للباشا بتاعه.
الأمناء والظباط اتحبسوا على ذمة التحقيق، ومدير أمن القليوبية اتنقل لشؤون الأفراد بالوزارة، ومدير مباحث القليوبية اتنقل للأحوال المدنية.
كل ده كان داير وعادى جدًا، وكان ممكن يستمر إلى ما لا نهاية، زى معظم كوارث الداخلية المستمرة، لكنها الصدفة، ولكن للأسف ما خفى كان أعظم، وما نشاهده بأعيينا فىالكمائن الليلية من تجاوزات، والتجاوز عنها أعظم وأعظم، هى دى دواخل داخليتنا.. وهى دى مصر.