للأسف ولمرات عديدة فى الماضى والحاضر وأتمنى ألا تكون فى المستقبل، نعيش بمبدأ المفعول به.
منذ أيام قليلة تم اكتشاف تاريخى فى أرض مصرية، وبالتحديد فى المطرية التى يقطنها الآلاف من المصريين، تمثال رمسيس الثانى، وهو يعد اكتشافا عظيما وتاريخيا وأنا بالطبع سعيد جدا بهذا الاكتشاف، ولكننى حزين جدا أنه تم على يد البعثة الألمانية وليس على يد مصريين .
فالغريب فى مصر أننا مستسلمون كليا لفكرة قوة الخواجة، والحقيقة أن الخواجة ليس عنده أى قوة ولكن عنده أشياء كثيره نحن نفتقدها نحن " وبالطبع لا أستطيع التعميم"، ولكنها تعطى له هذه القوة الخارقة فى عيوننا، وأذكر من تلك الأشياء النظام والترتيب والأمانة فى العمل واحترام القانون والخوف من عقوبته، أيضا التعامل بأسلوب منظم "بروتوكول " فى التعامل مع الأشياء وليس بنظام الفهلوة .
فكما فرحت جدا بهذا الاكتشاف .. تذكرت هل من طالب مصرى قد درس فى كلية الآثار واهتم باكتشاف هذ التمثال والبحث عنه؟ وهل توفرت لديه معامل الأبحاث وعدة التنقيب؟ وهل دعمت وزارات الدولة هذه الأفكار وسهلت مهمة إخراج التصاريح لمحاولة الوصول إلى تلك الآثار التاريخية والعظيمة؟
أيضا أتذكر أن مقبرة توت عنخ آمون على سبيل المثال موجودة داخل الأراضى المصرية ولكنها اكتشفت بالعالم الإنجليزى كارتر.
وتحضرنى أيضا نظرية احتمالية وجود مقبرة الملكه نفرتيتى بجانب مقبره توت عنخ آمون والتى تبناها عالم المصريات الإنجليزى نيكولاس رييفس. وسؤالى هنا: أين علماء المصريات المصريون من تلك الاكتشافات؟ أليس بالأحرى أن نكون نحن الأولى بتراث أجدادنا ونعمل بقوة ونظام للسيطرة على هذا العلم الثرى علم المصريات؟
أنا لا أقلل من مجهودات الأجانب وحبهم فى حضارتنا بل بالعكس هو شيء جميل ومرغوب فيه ولكننى كنت أتمنى أن يكون عالما مصريا هو من قام بهذا الاكتشاف واستخدم العقول والإمكانيات الألمانية وخبرتهم فى الحفر والتنقيب..
مجرد أمنية