لن أتحدث عن التصريحات الخايبة لبعض السادة الوزراء ومنها المتضاد والهزلى والكوميدى والكارثى.
ولن أتحدث عن وزراء يرسمون بهفواتهم وكوارثهم وأخطاءهم وأدائهم المرتبك صورة مهتزة للحكومه نفسها.
ولن أتحدث عن التصريحات الصادمة التى صدرت مؤخرا من وزير الصحة الدكتور أحمد عماد والتى أثارت جدلا واسعا فى الشارع .. لأن كل ذلك ببساطة شديدة ينم عن حس سياسى غائب لدى كثير من وزراءنا وليس وزير الصحة فقط ... لكنى سأحدثكم عما هو أخطر .. وهو أن كثيرا من وزراء حكومتنا الميمونة لم يقرأوا الدستور الذى وافق عليه المصريون بأغلبية كاسحة بعد ثورتين مجيدتين.. وإلا لو اطلعوا عليه جيدا لما خرجت منهم على الأقل تلك التصريحات المستفزة بين الحين والآخر والدليل أن وزير الصحة لم يطلع على الأقل على نص المادة 18 من الدستور الجديد .. والتى أكدت أن لكل مواطن الحق فى الصحة وفى الرعاية الصحية المتكاملة وفقا لمعايير الجودة وتلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومى للصحة لا تقل عن 3 % من الناتج القومى الإجمالى تتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات العالمية كما تلتزم الدولة بإقامة نظام تأمين صحى شامل لجميع المصريين يغطى كل الأمراض وينظم القانون إسهام المواطنين فى اشتراكاته أو إعفاءهم طبقا لمعدلات دخولهم ويجرم الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان فى حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة.. ونفس الحال فى المادة "19 " من الدستور والتى نصت على أن التعليم حق لكل مواطن وتكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة فى المؤسسات التعليمية وفقا للقانون.. وهنا يثور السؤال الأهم هل لو قرأ السيد وزير الصحة الموقر المادتين.. كان قد تورط فى مثل هذا الكلام الفارغ بالهجوم على قيادة تاريخية وزعامة استثنائية مثل جمال عبد الناصر .. حتى تتهم المجانية فى الصحة والتعليم بأنها وراء تدهور المنظومتين وعدم قدرة الدولة على تحمل الأعباء.
يا سيادة الوزير، الأزمة ليست فى المجانية وإنما فى الفساد الذى استشرى بعد عبد الناصر وخاصة فى عهد نظام مبارك ثم ألا تدرك هذه الحكومة بأعضائها المولود معظمهم فى الخمسينات أن آباءهم وأجدادهم أول من استفاد من ثورة يوليو .. ولولا مجانية الصحة والتعليم ما استطاع أبناء الفقراء ومحدودى الدخل وأولهم الوزراء.. من ارتقاء السلم الاجتماعى والوظيفى وخرج من مصر علماء ملء السمع والبصر فى جميع المجالات ... فهل يدرك وزير الصحة إذا كانت تلك هى رؤيته فى مجانية الصحة والتعليم .. إن الرؤية لا تجب الدستور ... أشك
همسات:
•كنت طالب فاشل وبقيت وزير ... هذا التصريح الصادم صدر من أحد الوزراء الحاليين ولا تعليق !
•أغلب الحكومة عبارة عن موظفين ذوى مناصب كبيرة ولكنها بعيدة عن العمل السياسى وهو ما يفقدهم الحنكة والوعى اللازمين فيمن يتولى المناصب السياسية ... يارب نفهم !!
•لابد من إيجاد حلول عاجلة للتصدى لأخطاء المسئولين وتصريحاتهم المفتقدة للوعى والحس السياسى .. نقول تانى ولا كدة كفاية ؟!
• مصيبة أن يفكر المسئول بلا دراسة .. فالعواقب تكون وخيمة ونتائج هذا التفكير غير المدروس كارثية وتؤدى بالدول إلى الدخول فى نفق مظلم !