انتهت الانتخابات، وبات ضروريًا أن يعيد مجلس نقابة الصحفيين اللُحمة ولم الشمل، لتعود النقابة دارًا تحتوى كل الصحفيين، ولا تكون أسيرة لتيار سياسى يبتعد بها عن حيادها واستقلاليتها، لتستعيد تقاليدها العريقة كقلعة للحريات والدفاع عن حرية الرأى والتعبير، وتزيل آثار مواقف ملتبسة لم تلقَ قبول الصحفيين والرأى العام، ولن يتحقق ذلك إلا إذا عمل النقيب والأعضاء كفريق واحد، يضع نصب عينيه مصلحة الصحافة، ورفع شأنها، وبذل أقصى جهد لمواجهة المشاكل والتحديات التى تحاصرها.
بات ضروريًا تنفيذ البرنامج الطموح للأستاذ عبدالمحسن سلامة، وفى صدارته إيجاد حلول جذرية لتردى الأوضاع المعيشية للصحفيين، خصوصًا أجيال الشباب، فمن حقهم أن ترتفع دخولهم لمواجهة أعباء الحياة، بعد أن أصبح راتب الصحفى من أدنى الرواتب، ويجب ألا يقتصر الأمر على رفع بدل التكنولوجيا، ولكن أيضًا التوصل إلى حد أدنى عادل للأجور، يصون الكرامة ويكفل الحياة، وإيجاد حلول جذرية للمشاكل المأساوية، الناجمة عن تعطل أعداد كبيرة من الصحفيين، ليس لهم دخول سوى البدل الذى لا يكفى شيئًا.
لا أريد تفسير نتيجة الانتخابات من منظور سياسى، ولكن على الأقل أن يكون ماثلًا رفض الصحفيين أن تكون نقابتهم حركة احتجاجية، أو فصيلًا سياسيًا، والسعى لتأكيد انتمائها كإحدى مؤسسات الدولة، وانحيازها للمهنية فوق أى انتماءات أخرى، ورفض المزادات السياسية، وسياسات التخوين والتلوين والإقصاء، ودللوا على ذلك بعدم التصويت لشخصيات بعينها قادت حملات التصعيد فى الأزمات الأخيرة، واستبدلوا بهم أعضاء قد يكونون من نفس الاتجاه، حفاظًا على التنوع وتمثيل جميع التيارات والاتجاهات.
بات ضروريًا أن تعود النقابة إلى تقديم الخدمات، وفى صدارتها حل مشكلة إسكان الصحفيين، واسترداد الأرض التى تم سحبها فى مدينة 6 أكتوبر، حتى لا يضار من انتظروا سنوات للحصول على مسكن، وأن يتجسد لقاء النقيب مع وزير الإسكان فى تخصيص وحدات من المشروعات السكنية الكثيرة التى تنشئها الدولة، بأقساط ومدد زمنية تراعى إمكانيات شباب الصحفيين، وتمنحهم الأمل فى الحصول على الشقق فى أقرب وقت.
أمام النقابة فرصة ذهبية لاستعادة المكاسب والحقوق، وأمام النقيب مهام جسام ليسطر اسمه وسط النقباء الكبار، الذين احترموا المهنة فاحترمتهم المهنة. ويتمتع الزميل عبدالمحسن سلامة بشخصية غير صدامية، ويستطيع أن يفتح قنوات اتصال وحوار مع كل أجهزة الدولة، من أجل الصالح العام للصحفيين، ويقدر على احتواء المشاكل وعدم تصدير الأزمات، وأتمنى له ولمجلس النقابة التوفيق والنجاح.