ماذا نفعل أمام هذا الموقف الغريب للجمعيات العمومية، والذى بات يحاصر كل المؤسسات، وكأنه فرض عين!
جمعيات عمومية لا تكتمل، فيكون عدم الاكتمال إيذانًا بإعلان تفويض المجلس، الذى يعد «ناظر عزبة» الجمعية!
تخيلوا.. أصحاب العزبة لا يقومون بمراجعة حساباتهم!
تخيلوا.. لم يتعلموا الدرس من نجيب الريحانى، رحمه الله، حين كان عباس فارس، رحمه الله، يضرب أكثر من نصف دخل عزبة الباشا فى جيبه!
المؤكد أنكم تتذكرون كيف أعاد الريحانى لفارس صياغة حسابات «خروف» الدايرة!
نظرية الريحانى أطلق عليها فى هذا الفيلم العظيم «شىء لزوم الشىء»!
قد يقول قائل: أكيد لا يوجد «ضرب» فلوس!
ماشى.. لكن الأفضل هو الاكتمال والمحاسبة!
لا أظن أن هناك فارقًا كبيرًا بين من أهدر ملايين لعدم الكفاءة، أو الإهمال، أو التطوع مردود الأجر فى البيزنس الخاص، وبين من «يضرب» أو ينصب!
الحقيقة أن ملايين طارت، وبنفس نغمة الأفلام يعتبرونها «بضاعة أتلفها الهوا»، كما فى ثلاثية نجيب محفوظ، رحمه الله، الشهيرة!
● يا سادة فى الزمالك.. فوضت الجمعية رئيس النادى، وليس المجلس هذه المرة، فى قرار الانسحاب من الدورى.. وقرار لو يعلمون خطير!
نعم.. هو قرار يحتاج عمقًا فى التفكير، وتركيزًا فى التحليل!
ببساطة.. خسائر الانسحاب- حال حدوثه- إطلاق كل النجوم أحرارًا من أى تعاقد!
مش كده وبس، كمان يجب أن يأخذوا كامل مستحقاتهم كما فى العقود!
● يا سادة.. الأخطر هو المطالبات المالية للرعاة والمعلنين وكده.. كلها تمثل ربما مئات الملايين!
هل يصلح هكذا قرار أن يصدر من شخص، حتى لو كان أنبه النابهين كلهم؟!
أيضًا، لا أدرى لماذا يشبهون الحب والاحترام والثقة بـ «التفويض»؟!
● يا سادة.. فى النادى الأهلى تفويض آخر!
نعم تفويض فى ميزانية يقال إنها رايحة!
يحدث هذا فى الوقت الذى تؤكد فيه المستندات الخسائر، وقد نشرت الميزانية فى موقع «سوبر كورة» بكل ما يمكن أن يكون مالًا مهدرًا!
قناة الأهلى وحدها صدر ضدها حكم بغرامة 250 مليون جنيه لم تظهر فى الميزانية.. فهل هذا ضمن التفويض؟!
● يا سادة.. دعونى أن أحكى لكم قصة بطلها صالح سليم المايسترو، رحمه الله، ففى إحدى الجمعيات بعدما بدأ شكل فرع مدينة نصر يظهر، بل بدأ التشغيل، لم تكتمل الجمعية لمراجعة كل الحسابات والقرارات!
جاء عضو المجلس هشام سعيد وخلفه آخرون يباركون ويهنئون المايسترو.. فماذا قال لهم؟!
● يا سادة.. لأنه صالح سليم فكان رده على زميله عضو المجلس ونفر معه الآتى: «إنتم فرحانيين إن أصحاب الحق مش عايزين يحاسبوكم؟!».
قال المايسترو أيضًا: «دى علامات خطيرة»، بل قال: «دى حاجة غريبة على الأهلى، بلاش كلام فاضى»، وغادر النادى منزعجًا!
صدقونى لنهاية عصر المايسترو، رحمه الله، كان يؤكد أن من لا يحضر، أو عدم الاكتمال، هو الهزل بعينه، وترك الحبل على الغارب للفساد والإهمال والمحسوبية.. وكلها عائلة واحدة!
● يا سادة.. أفيقوا.. قد يرحمكم الله، وقولوا للناس قولًا سليمًا.. الغياب عن مناقشة من يتولى إدارة أموالكم وأحوالكم يحتاج إلى غرامات كبيرة، على الأقل!
تخيلوا.. حين يريدون القفز على كراسى «نظار العزب» يفرضون غرامات كبرى على من لا يحضر للتصويت!
أما حين لا يحضر أصحاب «العزبة» لحساب النظار، فتلك هى البشرى.. افرح.. ارقص.. غنى.. ماحدش هايحسبك!
● يا سادة.. متى تمتلك الدولة إرادة التغيير التى تحتاجها صناعة الرياضة، اللى هى مش لعب عيال خالص؟!
مليارات الرياضة لا فرق بين نهبها، أو إفسادها، أو خسارتها بالإهمال.. ده مال ناس يا عالم!
أخيرًا.. لماذا تحاسب جمعيات الأندية الخاصة العاملين؟.. سؤال خارج المنهج.. أنتظر الإجابة!