واسطة العُقْد.. هذا هو ترتيبى بين أفراد أسرتى "الزملكاوية" الصغيرة ، فأنا بنت وحيدة بين ولدين ، ربتنا أمى جميعاً على الامتثال لقواعد الذوق والانضباط.
أمى التى سأتحدث عنها اليوم للمرة الأولى فى حياتى هى السيدة "آمال" الحاصلة على بكالوريوس التجارة، والتى تركت عملها فى أحد البنوك منذ اللحظة الأولى لزواجها من أبى من أجل التفرغ للاهتمام بالبيت والأبناء المنتظرين، تلك السيدة التى أفنت عمرها وصحتها فى تربيتنا وتعليمنا حتى تخرجنا جميعاً فى كليات مختلفة، فأخى الكبير محمد تخرج فى كلية التجارة ويعمل محاسباً، وتزوج لينجب لنا "أيسل" قطة السكر التى تضفى على عائلتنا نكهة مختلفة، وبالمناسبة فهى تشبهنى أحياناً خاصة فى حبها لأم كلثوم، والصغير إسلام مازال فى العام الأخير من كلية الحقوق، أما أنا فتخرجت فى كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة عين شمس.
لم تدخر أمى يوماً جهداً لتبذله فى سبيل راحتنا ونجاحنا وتفوقنا كأى أم، خاصة بعد أن اضطر والدى للسفر من أجل العمل وتركنا فى بداية حياتنا، حيث وقع على عاتقها مسئولية تربينا كاملة بعد أن كان هو يشاركها فى ذلك، واستطاعت أن تنجح فى هذا الاختبار، ومازالت تبذل المزيد من الجهد حتى الآن بعد أن أصبح كل منا قادراً على الاعتماد على نفسه، ورغم أنها لم تخبرنا يوماً كم تفخر بنا، إلا أننا نرى شعورها نحو نجاحها فى الوصول لهدفها فينا فى عينيها دائماً.
كثيراً ما تقول أمى إننى أحب أبى أكثر منها، فأنا كما ذكرت لكم بنت وحيدة، ولذلك دائماً ما يلازمنى لقب "دلوعة بابا"، فهو يغمرنى بحنانه بشكل مبالغ فيه، وأنا بالفعل أحبه أكثر من أى شىء لأنه يمثل لى الدفء والحنان والأمان، أما أمى فمكانتها فى قلبى لا يمكن أن يعبر عنها أى حديث، وكيف لا ومكانة الأم فى قلب أبنائها لا يضاهيها أى شخص، ووصفها بالكلمات ينتقص من قدرها.
أقول لها من خلال هذا المقال الكلمات التى لم أتمكن من أن أخبرها بها فى الحقيقة طوال سنوات عمرى، أحبك يا أمى وأدعو الله كل يوم أن يبارك لنا فى عمرك وصحتك، وأبكى دائماً حين أفكر فى إصابتك بأى مكروه كما أفعل الآن وأنا أكتب لكِ تلك الكلمات التى لا تعبر عما أشعر به تجاهك، وأعترف أننى لم أحبك يوماً كما تستحقين، أو بمعنى أدق لم أعبر لكِ يوماً عن مقدار حبى الذى يفوق حد السماء..أحبك يا أمى.