فريد شوقى الذى هو صاحب مكتب تسويق عقارى يتدلى من نافذة سيارة مسرعة، بعد اختطافه من إحدى المقاهى بمدينة 6 أكتوبر، ويصرخ فى المارة كى ينقذوه، ولم ينقذه أحد، وبعد وقت قصير عثر على جثته مقتولا فى شبين القناطر، وأيا كانت أسباب القتل ودوافعه، أو كان القتلة عميد شرطة أو أمين مفصول من الخدمة، فنحن أمام جريمة من طراز شيكاغو التى كنا نسمع عنها، خطف وضرب وقتل وسيارة مسرعة تلقى الجثة فى الطريق.. والسؤال هنا: من أين جاء القتلة بهذا الفجر؟ وكيف يتحقق الردع الذى يقع دابر هذه البلطجة؟
أولا: يجب أن يتم الفصل فى مثل هذه القضايا بأقصى سرعة، ولا تظل كعب داير أول وثانى درجة ثم النقض، فالجريمة واضحة وضوح الشمس، واستطاعت إحدى النساء تصويرها بالموبايل، وهو ما ساعد الشرطة فى سرعة ضبط الجناة، والسبيل الوحيد لتخويف من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، هو سرعة المحاكمة، أما التطويل والمماطلة وإهدار الوقت، فلن يأتى من ورائه سوى مزيد من الاستهانة بالقانون.
ثانيا: انتهى عصر الشهامة والمروءة، ولن يجد مستجير أو مستجيرة من ينجدهما، وإذا اكتفينا بالثناء على زمان وشهامة ناس زمان، سنظل محلك سر، لأن الزمان لن يعود، وحل الموبايل محل الجرأة والشهامة، وأصبح الناس يشهرون موبيلاتهم لتصوير أى شىء، خصوصا إذا كانت مصيبة أو شخص سايح دمه، ولا يتدخلون حتى لو كانت المختطفة فتاة مسكينة تصرخ بأعلى صوتها، والغريب أن المجرم الشرس يتحول إلى أرنب بعد القبض عليه، وتنخلع عنه شجاعته الوهمية، وإذا لم ينزل العقاب على رأسه باطشا، سيظل منطلقا فى الشوارع كالكلاب المسعورة.
ثالثا: السلطة دون ضوابط مفسدة، وعندما يظن أحد الضباط إمكانية أن يأخذ حقه بيده، فنحن أمام خلل خطير، لا يتم إصلاحه إلا بتطهير أجهزة الأمن من مثل هذه العناصر المنفلتة، التى تتصور أنها فوق القانون، أو أن القانون قطعة صلصال يشكلها كيفما يشاء، ومثل هذه العناصر الفاسدة تسىء لتضحيات كبيرة، ويوظفها البعض لاستعادة حالة العداء التى كانت قبل 25، ويجب أن تتضافر الجهود لعدم إفساد العلاقة مرة أخرى.
أرخص شىء الآن هو حياة الإنسان، فمن يذبح إنسانا، يتصرف كمن يذبح فرخة، ومن يدهس بسيارته فتيات فى عمر الزهور، لا يشعر بأسى أو ندم، وكأن صفيحة زبالة عفنة أخرجت ما فيها، والحل هو قبضة القانون بالضربة القاضية.