أن يفكر فى توفير فرص عمل لأبناء محافظته من الشباب هذا أمر يستحق عليه التحية، حتى لو كان من بين مهام منصبه، لكن المفترض أن تكون هناك استعدادات جيدة وأن يتم هذا بشكل حضارى وباستعمال طرق التقديم والتواصل الحديثة. لكن أن يتم جمع 85 ألف شاب فى مكان واحد، فهو يتجاوز توفير الوظائف إلى مغامرة قد تنتهى بكارثة.
وربما يفترض على السيد المحافظ أن يراعى هذا فى المرات المقبلة وأن يعتبر فكرة توفير فرص عمل أمرا لا يحتمل الاستعراض وربما يفسد الفكرة نفسها.
نقول هذا بمناسبة ما جرى فى ملتقى التوظيف بمحافظة كفر الشيخ، فقد أعلن المحافظ عن توافر 30 ألف فرصة عمل بين مهندسين ومحاسبين وكيماويين وفنيين وعمال، وتم الإعلان عن أن التقديم «شخصى» فى استاد كفر الشيخ، وتقدم 85 ألف شاب، الأمر الذى أدى لتدافع وتزاحم، ووقعت إصابات متوسطة وبسيطة وإغماءات ومشاجرات.
قال اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، إن ملتقى التوظيف يستهدف 30 ألف شاب وفتاة لتشغيلهم بأكثر من 70 شركة، بمختلف المؤهلات والمهن الفنية من جميع التخصصات المختلفة، برواتب تتراوح ما بين 1200 و3500 جنيه، مع ضمانات اجتماعية وتأمينية، فى قطاعات صناعية متعددة، وأنهم لهذا أقاموا الملتقى، لكن ما حدث أن التدافع والتزاحم انتهى بإصابات متعددة تراوحت بين 140 و 300، بإصابات مختلفة، ونقلتهم سيارات إسعاف كانت جاهزة فى المكان إلى المستشفيات. والحمد لله أن الأمور لم تصل إلى الأسوأ.
ما جرى فى محافظة كفر الشيخ يلفت النظر إلى عدة نقاط، فكرة ملتقى التوظيف جيدة بشرط الاستعداد لها، وألا تتم عن طريق جمع عشرات الآلاف فى مكان واحد، ثم أن التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل، تتيح طرقا للتقديم، عن طريق الإنترنت، مع أرقام كودية، وترتيب المقابلات الشخصية بما لا يؤدى للتزاحم والتدافع، وهذه الطريقة يمكن أن يرتبها شباب صغير بشكل حضارى وببرامج متاحة.
ولو كان الغرض هو الاستعراض وتصوير العدد الضخم، فليس أقل من الاستعداد بأرقام وترتيب بأولوية الحضور، ساعتها كان يمكن التقاط الصورة بعيدا عن الفوضى التى شهدها الملتقى، ولو تم هذا بشكل جيد، كان من الممكن أن تنجح الأمور بشكل أفضل وتظهر الصورة، وعلى السادة المحافظين الاستفادة من هذه التجربة، وتوظيف التكنولوجيا، وهى من أساسيات العصر، وتسهل الأمور، فكرة التوظيف جيدة ويستحق عليها المحافظ التحية لكن الرغبة فى الاستعراض يمكن أن تفسد الفكرة الحلوة.