اسمح لى يا فضيلة الإمام أن اقول لك بكل صراحة أن الأزهر أصبح كيان هش يحتاج إلى النسف فى طريقته التعليمية، والسوس ينخر فى كيانه بسبب مناهجه التى لم تتغير منذ أعوام عديدة نشأت عليها فى التعليم الأزهرى ووجدت عليها أبى وأسرتى لأنهم أزاهرة أيضا.
لا أنكر أن الأزهر به الكوادر المفعمة بالعلم وشرح وتفسير المواد الشرعية التى هى بعيدة عن المشهد إلا ما رحم ربى، ولكن المشكلة ليست فى الكوادر الأزهرية وعلمهم ولكن فى الطالب الذى يبدأ المرحلة الابتدائية بفطرة نقية ثم ينتهى به الحال راغبا فى الحصول على شهادة الجامعة من إحدى الكليات الشرعية ليتزوج بها.
يا فضيلة الإمام.. الطالب يدرس مواد شرعية ثقيلة وكثيرة لا يقدر على حملها من هم أكبر منه سنا وفكرا، بالإضافة إلى دراسة المواد العلمية والرياضية والعربية مثل طالب التعليم العام، وبالتالى الطالب يحفظ المطلوب منه ليلقى به فى نهاية المطاف بورقة الامتحان ثم لا يفقه شيء فى النهاية عن أساسيات الدين ولا حتى أركان الاسلام، ثم تُعج الكليات الشرعية بآلاف الطلاب الذين يرغبون فى الحصول على إى شهادة لا ليخدموا الاسلام ، واقسم أن أغلبهم لا يفقه شيء ثم تتولى الإشراف على تجديد وتحديث الخطاب الدينى!!.
عليك يا فضيلة الإمام أن تقول للرئيس السيسى نصا "إذا كنت تعتبر أن مؤسسة الأزهر هى السلاح الثقيل الذى ستضرب به أنفاق الارهاب فعفوا يا سيادة الرئيس.. لأن الازهر خارج نطاق الخدمة الان ويحتاج إلى الصيانة والتجديد، وإذا كنت تطور المنظومة العسكرية لحفظ حدود مصر من الارهاب فعليك أن تطور المنظومة الأزهرية لحفظ عقول مصر من التخريب".
"يا سيادة الرئيس السوس ينخر فى كياننا منذ فترة طويلة بسبب عدم ولاء طلابه وجهل معظمهم وعدم رغبتهم فى الدراسة، بسبب الكثير من الأسباب التى لا علاقة لهم بها وتدور معظمها حول آلية التعليم العفنة التى أصبحت لم تتواكب مع شباب الجيل الحالى الذى يحتاج أن يتواصل مع غيره من الشباب عن طريق الفيس بوك وتويتر".
أخيرا.. فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هذه رسالة ليست من أحد المتفلسفة والمبتدعين ولكن من طالب أزهرى بدأ تعليمه وانتهى به فى مؤسسة الأزهر العريقة ويعتبرها سلاح نادر حدث به صدأ لمحاولات تيارات كثيرة النيل منه ولكن ما زال يعمل.. فحافظ عليه حتى لا يخرب ويستمر السوس فى نخره.