*إذا كانت التصريحات السودانية النارية ضد مصر من أجل فلوس قطر.. فنحن نتحمّل..!!
الشعور بالنقص والضآلة لا تعوضهما مليارات الدولارات أو كنوز الأرض، ويظل الشعور بالنقص مسيطرًا على حديثى العهد بالتاريخ والثروات، قرون طويلة.
قطر، وحكامها مثال صارخ، للشعور بالضآلة، التاريخية والجغرافية، فمن حيث الضآلة التاريخية فإن عمر حديقة حيوان الجيزة 3 أضعاف عمر قطر، فالحديقة تأسست سنة 1891، وتعد أكبر حديقة للحيوانات فى الشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات فى أفريقيا، بينما تأسست دولة قطر عام 1971، أى أن عمر حديقة الحيوان 3 أضعاف عمر قطر!
أما من حيث الضآلة الجغرافية، فإن مساحة معبد الكرنك يساوى مساحة قطر، ولا تمثل جناح بعوضة فوق الخريطة الجغرافية العالمية.
علاوة على أن موزة، وفى جلساتها مع سيدات قطر وتركيا والسودان وعدد من الدول، تشعر بالضآلة والوضاعة التاريخية، بجانب الضآلة الجغرافية والعسكرية، وأن كل ما يملكونه فقط «كام بئر من الغاز»، منحتهم إياها الطبيعة، وليس من صنعهم. لذلك عندما زارت «موزة» مصر عقب ثورة 25 يناير، وتحديدًا فى يوليو 2011، شغفها دفعها للذهاب إلى الأقصر وأسوان، وأصيبت بصدمة «حضارية» كبرى أثناء تجولها فى المعابد والمقابر الملكية العظيمة، وعندما عادت إلى بلادها، أعطت أوامرها بضرورة تأجير الأهرامات وعدد من المعابد والمقابر الكبرى المصرية، لمدة 5 سنوات، وبأى مقابل، حتى وإن وصل هذا المقابل 200 مليار دولار.وبالفعل وصل مصر خطاب قطرى رسمى فى أوائل عام 2013، يطلب من المعزول محمد مرسى تأجير الأهرامات وأبو الهول، مقابل 200 مليار دولار، وسال لعاب الإخوان ورأوا فى الصفقة إنقاذًا لحكمهم، فتم إحالة الخطاب إلى وزارة المالية، التى أرسلته بدورها لوزارة الآثار.
وفى 21 فبراير 2013 عقد مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار اجتماعًا لمناقشة الطلب، وكان القرار رفض العرض، تأسيسًا على استحالة المساس بتراثنا الثقافى والحضارى، فهو ملك لكل مصرى وعليه حق حمايته.
فقررت «موزة» الذهاب إلى السودان، ورصدت ملايين الدولارات، للبحث والتنقيب عن الآثار، لإثبات أن هناك حضارة أقدم وأعرق من الحضارة المصرية، وتضم أهرامات أعرق أيضًا من أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع.
وذهبت بنفسها خلال الأيام القليلة الماضية إلى السودان وزارت الأهرامات «العجيبة» ثم فوجئنا عقب الزيارة، بحالة هياج هيستيرى للأخوة السودانيين ضد مصر، تحاول النيل منها تاريخيًا وعسكريًا، فوجدنا تصريحات البشير الذى وعد فيها بأنه سيتناول السحور فى حلايب وشلاتين رمضان المقبل، باعتبار أنه سينتزع المثلث الذهبى من يد أصحاب الأرض «المصريين»، ثم أعقبه تصريحات غريبة وعجيبة، لوزير الإعلام، والمتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، من أن السودانيين حكموا مصر قديمًا، وأن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر.
ولفت الوزير السودانى، إلى زيارة «موزة»، مؤكدًا بأن قطر تمول ما أسماه مشروع «أهرامات السودان» منذ عام 2013، كخطة عمل مشتركة بين الخرطوم وبرلين لحماية الآثار السودانية، بتكلفة 135 مليون دولار، وأن عددًا من أساتذة التاريخ السودانيين يعملون الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التى وردت فيها، لتثبت حضارة بلاده الضاربة فى القدم وأن بلاده ستعلن أن الأهرامات السودانية أقدم من الأهرامات المصرية بألفى عام، وذلك للعالم كله».
والسؤال الغليظ، هل لو ثبت، افتراضًا، أن أهرامات السودان أقدم من أهرامات مصر ماذا سيفيد قطر تاريخيًا وحضاريًا وعراقة ؟ خاصة وأن حديقة حيوان الجيزة أكثر عراقة وأصالة ويبلغ عمرها 3 أضعاف عمر قطر؟! بجانب أن الغاز لا يصنع تاريخًا!!
ولك الله يا مصر....!!!