بعد أيام قليلة من إصابة مئات التلاميذ بالتسمم فى مراكز سوهاج تكررت المأساة فى البجور منوفية بإصابة أكثر من 100 تلميذ، ومن قبلها فى محافظات السويس والشرقية وبنى سويف وأسوان والمنيا وهلم جر، لتسود حالة من الذعر بين التلاميذ وأولياء الأمور بهذه المحافظات، الأمر الذى دعا وزارة التعليم إلى وقف صرف التغذية المدرسية، بعد أن زادت حالات التسمم لنحو 2800 حالة رصدتها وزارة الصحة .. وسط شيوع المسئولية بين كافة الأطراف المعنية فى هذه القضية التى تنم عن فساد واضح، بداية من أمر الإسناد للمتعهدين والشركات الموردة ونهاية بالمسئولين الذين غابت ضمائرهم من أجل مكاسب رخيصة على حساب أرواح أبنائنا الطلاب.
بالقطع مسألة تسمم التلاميذ من بسكويت الوجبة المدرسية ليست وليدة اليوم بل نسمع عنها كل عام تقريبا حتى أصبحنا نستيقظ يوميا خلال الأسبوعين الماضيين على كوارث حالات التسمم دون توقف، وللأسف الشديد فى كل مرة تنتفض وزارة التعليم لتعلن عن اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار المأساة، لكن سرعان ما تذهب هذه التصريحات أدراج الرياح مع تكرار المشكلة وبشكل غير مسبوق.
بل يمكن القول إن ما حدث هذا العام أشد مما شهدته الأعوام السابقة سواء فى أعداد التلاميذ المصابين أو فى عدد المحافظات التى طالتها الإصابات، وهو ما يعنى أننا أمام قضية فساد ترتبط بتعاقدات غير منضبطة مع مسئولين لا يقدرون المسئولية فضلا عن رقابة غائبة ومحاسبة لا تتم، فتكررت المأساة وستتكرر فى الأعوام القادمة اذا ظلت المنظومة الحالية للأغذية المدرسية على ماهى عليه الآن، دون إعادة هيكلة المنظومة الفاسدة من جديد لوقف نزيف التسمم وإهدار المال العام، حيث تكشف الإحصائيات عن أن تكلفة الوجبات المدرسية تتجاوز المليارات من الجنيهات سنويا دون تحقيق الاستفادة القصوى من هذا المشروع الذى من المفترض أن يخدم أبناءنا الغلابة فى المحافظات الأكثر فقرا بالصعيد والمناطق العشوائية التى تعيش تحت خط الفقر بهدف مساعدة تلاميذ المرحلة الإبتدائية بهذه المناطق وأسرهم على تحمل أعباء الحياه فضلا عن مواجهة حالات التسرب من التعليم بالريف لكن أيادى الفساد للأسف حولت هذا المشروع الحيوى من نعمة الى نقمة .
ياسادة لقد غاب الضمير ولن يعود إلا بسد أبواب الفساد ونوافذه وإقصاء المسؤولين الذين قصروا فى واجباتهم وأهملوا الرقابة على هذه الوجبات وتغاضوا عن المحاسبة وضللونا بأن كل شىء تمام لذلك نحن فى إنتظار أن تأتى لجنة التحقيق التى أمر الرئيس السيسى بتشكيلها بالقول الفصل فى هذه القضية لحماية أبناءنا الطلاب من فساد الوجبة المدرسية .
همسات:
-هل تفتح الأجهزة الرقابية ملف التغذية المدرسية بسائر المحافظات لمراجعة العقود وسجلات الموردين والمسئولين بالتعليم وكل ما يتعلق بهذه القضية لكشف المستور ..إنا لمنتظرون ؟! -
-تفتكروا وقف صرف الوجبات المدرسية هو الحل أم وقف المسئولين المتورطين هو الحل الأمثل .. مش كده ولا إيه ؟!
-أين دور وزارات الزراعة والتموين والصحة والتعليم فى قضية التغذية المدرسية مجرد سؤال يبحث عن اجابة ؟!
-معقول مش عارفين نوفر وجبه صحية سليمة لأبنائنا التلاميذ بعد ثورتين .. ياميت خسارة ؟!