نظرة واحدة على تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تكشف عن أرقام وبيانات ومعلومات مهمة، يقدمها الجهاز تتجاوز التعداد إلى خرائط السكان والطبقات الاجتماعية والسكن والشوارع.
الجهاز تطور بشكل كبير ويوظف التكنولوجيا والاتصالات.. تجاوز بها النظرة باعتباره يتخصص فى تعداد المواليد والوفيات.. بينما الجهاز متعدد الاتجاهات له موقع الجهاز على شبكة الإنترنت غنى بالمعلومات والبيانات الدقيقة.
كنت مع عدد من كبار الكتاب والصحفيين، الأسبوع الماضى، فى زيارة للجهاز تعرفنا فيها على عرض موجز من اللواء أبو بكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى، ومعاونيه، خاصة فيما يتعلق بالتعداد، الذى يجرى هذا العام باستعمال الأدوات الحديثة والاتصالات، ويعمل فيها أكثر من 50 ألف شاب ومتخصص.. فضلا عن المتابعة والتحليل والفرز والجودة، وباقى التفاصيل.. وكيف يتم تقسيم الجمهورية إلى مناطق بالأرقام لتحمل كل قطعة أرض رقمًا وكل مبنى ووحدة مع حصر للوحدات الخالية، التى تتجاوز العشرة ملايين وحدة حسب تقارير أولية للجهاز.. عداد التعداد على الموقع وليس فقط على شاشة الجهاز.
وبالرغم من الجهد الكبير فإن التعداد ليس النشاط الأهم، بل إن الجهاز يقدم قاعدة معلومات ضخمة.. وتقارير يومية وأسبوعية وشهرية وفصلية عن الأسواق والأسعار والاستثمار المحلى والأجنبى، والاقتصاد والأمن والسلامة والتجارة الخارجية والداخلية، والاستهلاك والتضخم، والدعم والتعليم والصحة والصناعة والنقل والتعدين والبحث العلمى والعاملين بالخارج والمرأة والطفل، وسوق العمل... إلى آخره.
وهى بيانات تشكل قاعدة معلومات مهمة، فضلا عن خرائط وانفوجراف وشروح، وتقارير كلها تمثل قاعدة معلومات مهمة، وتسعى إلى الدقة بدرجة كبيرة.. وإذا كان هذا هو ما ينتجه الجهاز ويقدم ما عليه، فإن الأمر يحتاج إلى تعامل يتناسب مع عصر المعلومات، لأن الأمر ليس فقط بيانات ومعلومات وأرقام، لكن تحليل هذه البيانات والمعلومات يمكن أن يقدم خريطة اجتماعية واقتصادية لمصر بمستويات التعليم والعلاج والدخل.
ويمكن فى حال الاستفادة من هذه الإحصاءات أن تكون لدى الدولة قاعدة يمكن البناء عليها فى تحديد الدخل والدعم والعلاج وخلافه، خاصة مع وجود خرائط وانفوجرافات.. ويمكن أن يتم توظيف ووضع هذه المعلومات فى بطاقة واحدة، يمكن أن تغنى عن كل بطاقات ذكية للدعم والبنزين والمعاش الخ.. فضلا عن إمكانية رسم خارطة للاستثمار بالعاصمة والمحافظات، وفرص العمل المتاحة.
جهاز الإحصاء يقدم ما عليه، ويمكن الاستفادة من هذا الجهد، لرسم خارطة بالحاجات والإمكانات، ليصبح الجهد أكثر فاعلية، فى بناء قاعدة معلومات علمية تساعد على رسم مستقبل بالعلم وليس بالفهلوة.