من الغباء أن تهدر «رصيد الستر» فى مشروعات سياسية خاسرة!!
عندما يهبك الله رصيدًا كبيرًا ومهمًا من «الستر» لا تبالغ فى إهدارها يمينًا ويسارًا، حتى تصبح فقيرًا، عاريًا، تنهشك العيون و«تلوكك» الألسنة، وتقضى على مستقبلك.
ومبارك وعائلته، وهبهم الله رصيدًا محترمًا من «الستر» أنقذه من تسونامى ثورة 25 يناير، واستطاعت الأسرة أن تتجاوز كل المخاطر، وعاد لها جزء مهم من كبريائها، قانونيًا، وبدأت تخطو نحو العيش فى أمن واستقرار بثبات.
ولولا وقوف المؤسسات الرسمية، ومنها القضاء الذى طبق القانون بعدالة مطلقة، فى وجه طغيان الإخوان، ما استطاع مبارك وأسرته تجاوز مخططات الجماعة الإرهابية للتنكيل بهم، والانتقام منهم، أيما تنكيل.
وبدلًا من جلوس الأسرة، فى جلسات مصارحة واعتراف، تهدف إلى التوصل لمراجعات فكرية، ضرورية، حيال العديد من القضايا، وتطليق السياسة، والتخلص من أمراض «شبق» السلطة وحب الظهور، ومطاردة الأضواء، واستثمار رصيد الستر فى مشروعات داعمة لاستقرار وأمن الأسرة، وجدناهم ينحرفون بالمسار، ويتخذون من المنبر الذى دشنه «أبناء مبارك» تحت اسم «آسفين يا ريس»، للانتقام من خصومهم السياسيين. وكنا نفسر غضب أبناء مبارك، وتصرفاتهم المتقاطعة مع غالبية الشعب المصرى المحب لوطنه، والمتسقة مع جماعات وتنظيمات متطرفة، وحركات فوضوية، بأنه تعاطف مع مبارك وأسرته، وأن الأسرة ليس لها علاقة بتوجه هؤلاء ولا بما تنشره صفحتهم «آسفين ياريس»، لكن فوجئنا بجمال مبارك، أحد أهم أسباب اندلاع ثورة 25 يناير، يحضر احتفال زفاف «أدمن صفحة آسفين ياريس»، وإذا كان البعض يحاول أن يجد مبررًا لحضوره تحت خانة أنه «مجاملة اجتماعية»، إلا أن حرص جمال مبارك على الحضور والمشاركة فى زفاف أدمن الصفحة، أكد العلاقة المباشرة بين جمال مبارك ومحتوى ما ينشر على الصفحة، ولا يوجد تفسير ثالث لهذا الأمر.
كما أظهر أيضًا أن جمال مبارك، بدأ ينفق بسخاء من رصيد الستر، ولديه إصرار عجيب على خوض معارك دامية، وكأنه لم يكفِه فناء عمره فى قصور السلطة، وأنه أحد الأسباب الرئيسية إن لم يكن الوحيد الذى اندلعت من أجله «نكبة» دفعت البلاد إلى حافة السقوط والانقراض من فوق الخريطة الجغرافية.
جمال مبارك، يرتدى عباءة «أمير الانتقام» القادم من السجن، ويتخذ من صفحة آسفين ياريس، منصة ينتقم من خلالها من كل خصومه، دون أن يدرى بأنه يلعب بالنار، وأن أبناء مبارك يمارسون نفس الدور الذى لعبه الإخوان والحركات الفوضوية نحو دفع البلاد للفوضى.
أيضًا لابد من التأكيد، أن زمن مبارك وأسرته انتهى وأصبح ماض والماضى جزء من التاريخ، ولن يكون يومًا جزءًا من المستقبل، والزمن لا يعود للوراء.
وعلى جميع أسرة مبارك فردًا فردًا، أن ينأوا بأنفسهم، من الانزلاق بأقدامهم فى مستنقع تأجيج الفتن والفوضى، وألا يكونوا سببًا جديدًا فى ثورة أخرى ستقضى على الأخضر واليابس، ويجب عليهم أن يكونوا جزءًا مهمًا من أمن واستقرار الوطن، وأن يحافظوا على رصيد الستر، الذى وهبهم الله إياه.
أبناء مبارك، أسرة، ومتعاطفين، عليهم الإسراع إذا كانوا يحبون هذا الوطن، بأن يكونوا جزءًا من ركيزة أمن واستقرار الوطن، لا معاول هدم فى يد جماعات إرهابية وحركات فوضوية، وأن يدركوا أن أى ثورة جديدة ستندلع فى البلاد، ستطول رقابهم أولًا، ويسلمون مصر لداعش، ثانيًا.