لا تزال كندا بفضل حكومتها الحالية، تغرد خارج السرب الغربى، خاصة فيما يتعلق بالمسلمين ومكانتهم، ومحاولة دمجهم داخل المجتمع وإخراجهم من صورة العدو، كما يفعل ترامب وغيره، فها هو مجلس العموم الكندى، وبتشجيع كبير من حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو، يقر مشروع قانون يمهد الطريق أمام إجراءات مستقبلية، من أجل محاربة ظاهرة الخوف من الإسلام أو معاداة الإسلام.
ومشروع القانون يدعو إلى «إدراك الحاجة للقضاء على المناخ العام المتزايد من الكراهية والخوف»، و«لإدانة الإسلاموفوبيا وكل أشكال العنصرية والتفرقة الدينية الممنهجة»، ومعظم نواب حزب ترودو الليبرالى والحزب الديموقراطى الجديد اليسارى تقريبًا أيدوا القانون غير الملزم، فى حين صوت نواب حزب المحافظين ضده، وسيعهد بحسب القانون إلى لجنة برلمانية البدء بدراسة حول كيفية تعامل الحكومة مع موضوع الكراهية الدينية، ورفع توصيات حول ذلك فى منتصف نوفمبر، ويفترض أن تنظر الدراسة فى كيفية «تطوير مقاربة للحكومة بأكملها من أجل خفض أو القضاء على العنصرية والتفرقة الدينية الممنهجة بما فيها الإسلاموفوبيا».
بالطبع هناك انقسام فى الرأى العام الكندى تجاه هذا القانون، وهنا يأتى دور المسلمين، والذى يدخل فى دائرة «الفرض» خلال الشهور المقبلة، فعليهم أن يسعوا بقوة لإقناع الرأى العام هناك بأنهم جزء أساسى من المجتمع الكندى، وأنهم قادرون على الانخراط فى جميع مجالات الحياة المجتمعية والسياسية، وأن يكونوا على استعداد تام لإثبات تقاربهم مع باقى فئات المجتمع، وأن يعملوا على تأكيد دورهم الإيجابى فى تقدم البلاد والنهوض بها.
كما أنه على المسلمين فى كندا الآنو أن يدركوا جيدًا أنهم بمثابة رأس رمح فى خطوة مهمة وخطيرة لصالح الإسلام ولصالح المهاجرين ولصالح الأقليات فى العالم كله، فلو استطاعوا أن يجعلوا المجتمع الكندى يقر هذا القانون ضد الإسلاموفوبيا، فإن كثيرًا من دول العالم سوف تقتدى بهم وتفعل فعلهم، وذات يوم سنجد أن القانون وما يشبهه قد انتشروا فى كثير من دول العالم بفضلهم.
ومن الواجب علينا، هنا، أن نتوقف عند شخصين أساسيين فى هذا الموضوع، الشخصية الثانية هى النائبة البرلمانية عن الحزب الليبرالى «اقرأ خالد» وهى نائبة من ميسيسوغا، ضاحية فى تورنتو تضم 700 ألف شخص معظمهم من المهاجرين، وهى التى تقدمت بمشروع القانون، ولمن لا يعلم فإن «اقرأ خالد» تلقت قرابة 50 ألف رسالة تهديد وكراهية منذ بدأت الحديث عن هذا المشروع.
أما الشخصية الأولى فهو رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، فهو نموذج مختلف فى قبول الآخر والتسامح يحتاجه العالم بقوة، فتعظيم سلام له ولكندا.