الألمان تعاملوا مع اكتشاف تمثال المطرية على غرار «بلاها سوسو خد نادية»!!
عندما كان يحمل فاروق حسنى حقيبة وزارة الثقافة قبل الثورة، وكان الدكتور زاهى حواس يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اتخذا تعهدا بعدم التعامل نهائيا مع البعثات الألمانية للتنقيب والبحث عن الآثار فى مصر.
كان قرار فاروق حسنى وزاهى حواس مبنيا على رفض ألمانيا طلب استضافة مصر لرأس نفرتيتى فى احتفالية كبرى بمصر رغم أن التمثال الموجود فى متحف برلين هو من أملاك مصر وخرج بطريقة غير شرعية، وبعد الرفض فوجئ فاروق حسنى أثناء زيارته لمعرض بينالى البندقية للفنون المعاصرة بإيطاليا، بوجود رأس نفرتيتى الأثرى، على تمثال امرأة عارية فى إساءة بالغة للتمثال والمرأة المصرية.
أى أن ألمانيا رفضت طلب مصر استضافة رأس التمثال، رغم أنها صاحبته الأساسية، للمشاركة فى إحدى الاحتفالات المهمة بالقاهرة، فى الوقت الذى وافقت فيه لإيطاليا على الاستعانة به لتركيبه على تمثال امرأة عارية فى إساءة بالغة للملكة المصرية «نفرتيتى».
وبعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، فوجئنا بعودة البعثات الألمانية للتنقيب عن الآثار المصرية، وارتكبت جرما لا يمكن غفرانه، عندما تم ضبط عدد من أعضاء البعثة داخل هرم خوفو، يحاولون تدوين نقوش وكتابات، داخل غرفة دفن الملك، جميعها تصب فى مصلحة «اليهود» وتثير البلبلة، وتم القبض عليهم، وعلى من ساعدهم، والغريب أنه تم الإفراج عن الألمان وحبس العمال المصريين الذين ساعدوهم، وموجودون حاليا خلف القضبان.
البعثة الألمانية التى شاركت فى اكتشاف تمثال «بسماتيك الأول» فى المطرية، منذ أيام، إذا تعقبت مسيرة عملها فى مصر، تجدها تعمل فى مناطق بعينها، مثل مناطق «المطرية» بالقاهرة، وفى الفيوم وجزيرة إلفنتين بأسوان والشيخ حمد بسوهاج، وتل بسطة بالشرقية، وأيضا فى توقيتات زمنية بعينها، مثل عصر النبى يوسف، وفرعون موسى، ووجود الهكسوس فى مصر.
ولذلك فإن اهتمام البعثة الألمانية بالعثور على التمثال الضخم فى المطرية، والادعاء أنه تمثال رمسيس الثانى، كان أمرا لافتا، لأن معظم المؤرخين يرون أن فرعون موسى هو رمسيس الثانى، وعندما شك علماء الآثار المصريين فى أن التمثال لا يخص رمسيس الثانى، فوجئنا بالبعثة تؤكد أنه للملك بسماتيك الأول، وهنا نقطة فى منتهى الأهمية.
فعلى غرار «الإفيه الشهير» للفنان فؤاد المهندس فى مسرحية سك على بناتك «بلاها سوسو خد نادية»، فإن البعثة الألمانية فى بداية الإعلان عن كشف تمثال المطرية، ذهبت إلى أن التمثال خاص برمسيس الثانى، وعندما رفض علماء الآار المصرية هذا الرأى العلمى، قالوا إن التمثال خاص بالملك بسماتيك الأول مؤسس الأسرة 26 والذى حكم مصر قرابة 54 عاما.
والسؤال: لماذا تصر البعثة الألمانية على التأكيد أن التمثال إما لرمسيس الثانى أو بسماتيك الأول؟ والإجابة ببساطة شديدة ودون تعقيد، أن رمسيس الثانى متهم من اليهود بأنه فرعون موسى، ويحملون له من العداء والكراهية ما لا تتحمله الجبال، وأن الملك بسماتيك الأول تدور حوله روايات بأنه استعان بالمرتزقة اليونان واليهود لإعادة مجد الفراعنة من جديد.
إذن العامل المشترك بين رمسيس الثانى، أبرز ملوك مصر فى الأسرة التاسعة عشرة، وبسماتيك الأول مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، هو اليهود، ومن ثم فإن المطرية قلب العاصمة المصرية القاهرة، كان يقطنها يهود!!
ولا يغيب عن ذهن أى عالم آثار مصرى، أن إسرائيل تبذل جهودا خارقة فى محاولة حثيثة لإثبات أن اليهود هم بناة الأهرامات، وهم أصل الحضارة الفرعونية، وليس المصريين، لذلك حاولت إسرائيل ومنذ عقود طويلة اختراق البعثات الأثرية الأجنبية والدفع بها لعقد اتفاقيات البحث والتنقيب عن الآثار فى مصر، ومحاولة دس السم، من خلال إيجاد نقوش أو آثار تؤكد وجود اليهود ودورهم فى بناء الأهرامات والمعابد والمقابر، والتأكيد أن مصر جزء أصيل ومحورى من إمبراطورية اليهود.
ونسأل: من الذى سمح للبعثة الألمانية بالبحث والتنقيب فى مصر من جديد بعد 25 يناير، رغم أن فاروق حسنى وزاهى حواس منعا البعثات الألمانية من التنقيب والعمل فى مصر؟!
وللحديث بقية...!!!