حالة من الارتباك سادت الشارع السياسى مؤخرا بعد إعلان وزارة التنمية المحلية عن تشكيل مجالس استشارية بسائر المحافظات لتقديم المشورة للمحافظين خلال تلك المرحلة، بما يساعدهم على أداء مهامهم فى إطار من الشراكة المجتمعية..
وهو الأمر الذى فتح باب التكهنات على مصراعيه أمام هواة الشائعات والمتطلعين والحالمين للزعم بأن هذه المجالس الاستشارية ستكون بديلا عن المجالس الشعبية المحلية .. ناهيك عن كثير من اللغط الذى أحاط بهذا القرار بسبب عدم وضع آليات وضوابط محددة لتشكيل هذه المجالس، وربما تكون الحكومة نفسها ممثلة فى وزارة التنمية المحلية أحد أهم الأسباب فى حالة الارتباك لأنها كالعادة لم تخرج لتوضح للرأى العام دور هذه المجالس المزمع تشكيلها والهدف منها وحدود اختصاصاتها ومعايير اختيار أعضائها.
ونتيجة غياب المعلومات حضرت الشائعات وبات كل من هب ودب "يفتي" على مواقع التواصل الاجتماعى، لتشهد كثير من المحافظات حالة من الصراع غير المعلن بين المشتاقين حول تشكيل هذه المجالس الاستشارية لدرجة أن نوابا بأعينهم قرروا الدخول فيها، بينما حاول البعض الآخر ضم أنصاره ومريديه ليفشل المشروع قبل أن يبدأ أصلا.
لذلك حسنا فعل البرلمان حينما ناقش هذا الأمر تحت القبة ووضع النقاط على الحروف وأهمها الإعلان رسميا أن المجالس الاستشارية ليست بديلا عن المحليات بأى شكل من الأشكال وعدم انضمام أى نائب لهذه المجالس على اعتبار ان دور النائب أكبر وأعمق بكثير فى الرقابة والتشريع، بالإضافة إلى وضع ضوابط لتشكيل وتحديد اختصاصاتها حتى لاتخرج عن الهدف الاساسى الذى أقيمت من أجله وهنا يثور السؤال هل نحن نريد مجالس إستشارية للتهليل والتصفيق ونفاق المحافظين ..
أم مجالس لها دور علمى واستشارى بجد تستطيع من خلاله تقديم النصيحه للمحافظ أى محافظ بهدف مساعدته على تحقيق التنمية المطلوبة، وبالتالى إذا كنا جادين بالفعل فعلينا جميعا أن نبتعد بالاختيارات عن أية اهواء او مجاملات، بحيث يتضمن المجلس الاستشارى المزمع تشكيله بأى محافظة قامات وخبرات علمية لها ثقل ووزن بكل إقليم وأن تكون الاختيارات وفق عمل مؤسسى وليس بشكل فردى بحيث تقدم كل جامعة إقليمية مثلا أفضل 5 خبرات لديها للمحافظة ونفس الحال مع نقابات المهندسين والأطباء وغيرها من الهيئات المطلوبة فى التشكيل دون تدخل النواب او غير النواب، هذا إذا أردنا فعلا ان نحقق الهدف المنشود من وراء هذه المجالس الإستشارية وإذا فعلنا غير ذلك فالمؤكد أن هذه المجالس سيكون مصيرها الفشل كسابقتها من المجالس الإستشارية الأخرى .. يارب نفهم ؟!
همسات :
•بالمناسبة الانتخابات المحلية المقبلة هى أهم استحقاق ديمقراطى بعد انتخابات الرئاسة والبرلمان .. نقول تانى ولاكده كفاية ؟!
•بين المجالس الاستشارية والمجالس الشعبية المحلية الفارق كبير ....وكبير جدا .... لأن المحليات نص عليها الدستور ومنحها صلاحيات واسعة للرقابة الشعبية .... أما المجالس الإستشارية فهذا عمل تطوعى بحت
•بالله عليكم النائب الذى يفكر فى إقحام نفسه بالدخول فى تشكيلة المجالس الاستشارية بالمحافظات هل يدرك دوره النيابى جيدا ام ان المسألة حب تملك وسيطرة ...مجرد سؤال ؟!