مابين "هو فيه ايه ، وايه اللى بيحصل فى البلد" ، تدور أكثر الأسئلة هذه الأيام، ماذا يحدث فى مصر؟، بعيدا عن السياسة، بعيدا عن ارتفاع الأسعار ، والغلاء، هناك جرائم مختلفة شاذة تتزايد فى توقيتات متقاربة دون معرفة الأسباب.
تكرار الجرائم ، وانتشارها ، وتزايد العنف بها ، لم يعد غريبا على المجتمع المصرى لأسباب يطول شرحها ، وقتلت بحثا، لكن الغريب والعجيب، هو التلذذ والابتكار الذى يقوم به الجانى لضحيته والتى غالبا تكون من الدرجة الأولى له ، أو يعرفها بشكل شخصى.
التباهى والتفنن فى ارتكاب الجريمة، لم يترك حيوان أو انسان ، فما بين نشر أحد الاشخاص لصورته على موقع التواصل الاجتماع "فيس بوك" وعلى وجهه ابتسامة النصر، وخلفه كلب مذبوح، مدونا عليها " عايشين بالإجرام كلب فدا الشيطان " معلنا أنه قاتله، بمحافظة المنوفية، ورغم نفى الشاب فيما بعد حقيقة الواقعة، مدعيا انه رأى الكلب مذبوحا فقام بالتقاط الصورة مع جثته من باب " الهزار " تبقى واقعة الذبح حقيقية أيا ما كان الفاعل ، وما بين احتيال أب على زوجته لتتركه مع طفله الرضيع الذى لم يتجاوز الأربع شهور ، فى منزله بمنشأة ناصر ، ليقوم بضربه وتعذيبه ، بل وتعليقه فى مروحة سقف الغرفة حتى يلفظ أنفاسه تاركا دنيانا، مدعيا فى تحقيقات النيابة التى تمت معه بعد إلقاء القبض عليه " كنت بعلمه الجرأة" !.
حتى الواقعة الأكثر شهرة مؤخرا ، وهى اغتصاب " طفلة البامبرز" جنا ، الطفلة التى هزت قلوب المصريين، بعد اعتداء أحد الأشخاص عليها وإصابتها بنزيف كامل ، بمحافظة الدقهلية ، وهى الطفلة الرضيعة التى لم تتعدى العشرين شهرا بعد .
وبالقليوبية مشاجرة عادية ، أسرية بين أخ وشقيقته ، تحولت الى جريمة قتل وتمثيل بالجثة ، فبعد ضربها على رأسها بقطعة حديد ثقيلة بمساعدة زوجته وأولاد ، ليس هذا فقط ، بل فكروا بمنتهى الهدوء كيف يتخلصوا من جريمتهم ، فاحضروا سجادة ولفوا الجثة ، لدفنها بعيدا ، والاكتفاء بالندم؟
الأمر لم يقتصر عند هذا الحد ، فالمتهم قرر وأسرته إحضار سكاكين واجتمعوا على تقطيع شقيقته بكل تلذذ لقطع صغيرة ، ووزعوها داخل أكياس بلاستيكية، لينقلوها على أماكن متفرقة ، ولإكمال خطتهم تقدموا ببلاغات عن اختفائها .
الجرائم لا تنتهى، فكل يوم هناك الجديد، والأكثر ابتكارا، وإيذاء للنفس البشرية ، لكن هى تساؤلات تدور مع كل ذلك الكم المتلاحق والمتقارب فى الوقت ، ماذا يحدث فى مصر حاليا ؟، من المتعارف عليه أن الجريمة مرآة المجتمع ، فهل وصلنا لهذا التدنى من الانحطاط ، والبشاعة ، ما المتعة التى شعرها رجل ثلاثينى العمر من الاعتداء على رضيعة لم تتجاوز العامين؟ بأى عقل قرر أب تعذيب طفله ابن الـ " 3 شهور " ، وصعقه وتعليقه فى سقف المروحة بمنزله بأبو النمرس، بهدف تعليمه ؟!
فقد نلتمس العذر، أو نرجعها لأسباب مرضية عندما يقدم شقيق معاق ذهنيا، على قتل شقيقه بمحافظة القليوبية ، بسبب ارتداء المتوفى ملابس خاصة بشقيقه المتهم "قميص" لتحدث بينهما مشاجرة انتهت بكارثة ، لكن ما الحل لأشخاص يعيشون بيننا وتظهر عليهم امارات الجنون فجأة، ليأتوا بابشع الجرائم ، التى لا يقوى عليها عتاة الإجرام ومعتادوه .
لسنا علماء نفس، أو اجتماع ولكنا كبقية الناس نتساءل، ويعصف بنا الألم كلما رأينا وعلمنا بحادث له تفاصيل مأساوية، يشعرك أن معظمنا تحول الى مرضى نفسيين، ماذا يحدث فى مصر؟ ، هل هو سوء تربية، وضغوط اجتماعية واقتصادية ، أدت الى ضيق النفس ، وخنقة الروح ، لتظهر فى شكل انتقام لحظى ومفاجئ بشكل عدوانى جدا على خلق الله ، دون تفرقة ما بين كونها طفلة أو رضيع ، جار أو قريب