تواصل وزارة الآثار، الاستفادة من المتاح قدر الإمكان، فبعد أن تم ترميم مقتنيات متحف الفن الإسلامى وترميمه إثر تأثره بالحادث الإرهابى الذى قصد تفجير مديرية أمن القاهرة، فى بداية عام 2014، ها هى الوزارة تقوم بفتحه للزوار ليلًا كل يوم سبت.
مما تنبهت إليه فى فتح متحف الفن الإسلامى ليلًا هو أن هناك مشروع اتفاقية مع وزارة الثقافة، بحيث تقوم بتقديم أنشطة فنية وفعاليات ثقافية خلال هذا الافتتاح الليلى، مما يعمل على تشجيع هذه الزيارات، خاصة أن تواجد الفن فى مثل هذه الأماكن يكون له سمت معين وإحساس خاص.
وهذه ليست المرة الأولى للوزارة التى تستقبل فيها الزوار ليلًا، فمن قبل تم فتح المتحف المصرى ليلًا يومى الأحد والخميس من كل أسبوع، وأعتقد أن هذا التفكير سوف يستمر حتى تدخل فيه كل المنظومة الأثرية، وذلك فى محاولة لتحسين الوضع المادى للوزارة.
المعروف أن وزارة الآثار ليس لها ميزانية مخصصة من الدولة، لكنها تعتمد على ما تدره هى من دخل من متاحفها ومعارضها الداخلية والخارجية وغير ذلك، وجميعنا يعرف أن الأمور ليست على ما يرام فى هذا الشأن، فالسياحة الأثرية تراجعت بسبب الظروف الأمنية منذ ثورة 25 يناير، وكذلك بسبب الصراعات الدائرة فى الدول المجاورة مما دفع السائح الغربى للاعتقاد بوجود خطر فى منطقة الشرق الأوسط، لذا طالبت الوزارة بتحديد مخصصات لها من الميزانية العامة، لكن لم يهتم أحد.
لذا تسعى الوزارة بشكل دائم لتحسين دخلها من أجل رواتب العاملين ومن أجل الترميم، كما تحاول أن تقيم شراكات مع بعثات علمية فى مسائل الحفر، أما فى أمور الترميم فهى تتواصل مع الهيئات العالمية للمساهمة فى ذلك.
تجتهد الوزارة فى أشياء كثيرة حتى تتحول إلى مؤسسة منتجة، وأتمنى أن تدخل الوزارات التى تملك إمكانيات يمكن توظيفها على الخط نفسه مما ينعكس بشكل أكبر على دخل أبنائها، وبالتالى يساعد فى تحسين أوضاعهم المادية.
لكن الإعجاب بما تقوم به وزارة الثقافة لا يمنع مطالبة الدولة بأن تنظر إليها بعين الرضا بعض الشىء، خاصة أن الاكتشافات المتتالية التى تحدث فى الفترة الأخيرة سوف تحقق نوعًا من الرواج السياحى آجلًا أم عاجلًا، لكن بشكل مؤقت على الدولة أن تقف بجانب العاملين ومساعدة المسؤولين فى محاولتهم الصادقة فى إثبات أنفسهم، خاصة أننا لا نزال نراهن على مستقبل مصر الأثرى والسياحى فى خروجنا من هذه العثرة.