ما أكثر الأصوات التى تنادى الآن بضرورة إغلاق الصحف المطبوعة على أساس أن «إكرام الميت دفنه» والتركيز فى ما هو حى ومتفاعل مع الأجيال الجديدة، الذين تحول معظمهم من قراء إلى مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية أون لاين، وما أكثر المغالين فى رفضهم للجرائد المطبوعة حاليا على اعتبار أنها خارج الزمن والتاريخ والواقع، لكن الحقيقة أن جميع الفئات التى ترفض الصحف المطبوعة حاليا إنما ترفض التكلس والرتابة والتقليد فى هذه الصحف المطبوعة، كما ترفض غياب عناصر الجذب والعجز عن توفير بدائل تناسب العصر، ولا ترفض الصحف المطبوعة من حيث المبدأ.
من هنا كان خيار «انفراد» بأن يدخل معركة إحياء الصحف الورقية من خلال تطوير الشكل والمحتوى لتحقيق عناصر جذب مختلفة ومتعددة ترضى شريحة واسعة من القراء ومستخدمى المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى كما ترضى الشريحة العمرية المرتبطة بالصحف الورقية لكنها تبحث فيها عما وراء الأخبار.
نعرف فى «انفراد» والمواقع المتخصصة التابعة له، أن تدفق الأخبار السريعة المتوالية لا غنى عنه ولا يمكن أن يتأثر بفعل أى توجهات صحفية تسعى لصناعة قيمة مضافة للمادة الخبرية المنشورة، لكن تيار التدفق الأخبارى الهادر لم يكن يوما مكانه الصحف الورقية، اللهم قبل الثورة التكنولوجية الرقمية وعصر السماوات المفتوحة. ونعرف أيضا أن النقلة الرقمية والتكنولوجية فى المواقع الإلكترونية، لم يقابلها جهد تحريرى أو بصرى معلوماتى فى الصحف المطبوعة، فهل يمكن توطين هذه التكنولوجيا فى الصحف المطبوعة مع الأخذ فى الاعتبار الاختلاف بين وسائط النشر، فالصحف الورقية تصدر مرة واحدة فى اليوم بطبعة واحدة أو طبعتين، بينما الصحف الإلكترونية دائمة التجدد والتغيير، وإذا لم تكن «انفراد» المبادرة بحل هذه المعضلة المهنية والتكنولوجية والتفكير فى شكل ومحتوى يناسب العصر يعيد الاعتبار للصحف الورقية، كما حدث وتولت زمام المبادرة والاجتهاد فى مجال الصحافة الإلكترونية فمن يبادر ومن يبدأ إذن؟
- «انفراد» فى نسختها الورقية «بعد التحدى»، تبدأ عهدا جديدا بإخراج جذاب بالألوان وطريقة عرض مبهرة وتبويب مجلاتى يفتح نفس القارئ على التعامل مع الصفحات بالإضافة إلى صفحات متخصصة تحقق التنوع بدءا من الموضة إلى التحليل السياسى والاجتماعى والموضوعات التى تجيب للقارئ عن أهم سؤال يشغله: لماذا تقع الأحداث من حوله؟ وما معنى الأخبار التى تنهال عليه مثل السيول كل لحظة؟