أزمة الكادر السياسى فى مصر

كلنا نترحم فى أحاديثنا العامة أحيانا على أيام الساسة القدامى برغم اختلافنا الشديد معهم فى كثير من الأمور .. إنما كانت لديهم على الأقل القدرة على إدارة اللعبة السياسية بحنكة شديدة لعدم استفزاز الشارع حتى جاء الحرس الجديد للحزب الوطنى المنحل أواخر سنوات مبارك وقرر بغباء سياسى منقطع النظير خروج المعارضة بكل أطيافها من المعادلة السياسية، فى برلمان التزوير فى 2010 ، فكانت الطامة الكبرى التى أسقطت نظاما بأكمله.. حتى جاءت ثورة 25 يناير وتعاقبت علينا كثير من الحكومات لكن للأسف أغلبها كان يفتقر أيضا للحس السياسى، وهو الأمر الذى أوقعنا فى كثير من المشكلات بسبب تصريحات وزلات لسان الوزراء، وهو أمر يكشف لنا بوضوح أن لدينا أزمة فى الكادر السياسى والأمثلة كثيرة وصارخة فى عدم إتقان دور السياسى الحصيف، الذى يمكن ان يتصرف فى حدود صلاحياته بطريقة رشيدة يقيس من خلالها ردود أفعال الرأى العام إزاء القضايا التى تطفو على السطح، فجأة نتيجة حادث طارئ ينتج عنه أزمة على مستوى المجتمع أو فى العلاقة بين الحكومة وفئات بعينها دون أن يورط السلطة فى مواقفه المترددة أو تصريحاته البعيدة عن الحس السياسى، لأنه للأسف الشديد كثير من الوزراء والمحافظين لازالوا يتصرفون فى بعض الأحيان بعقلية موظف الحكومة الذى لا يجتهد خوفا من المسئولية وهو أمر بات غير مقبول بعد ثورتين مجيدتين.. لذلك نحن أحوج ما نكون الآن إلى مشروع لبناء الكوادر السياسية وهو مشروع مرتبط بنضج الحياة السياسية ووجود تنافس على الدفع بشخصيات تحمل رؤى وبصيرة، وهو أمر ربما لا يكون مسئولية الدولة وحدها بل يقع أيضا على عاتق الأحزاب السياسية لإعداد كوادرها إعدادا لائقا دون النظر لتولى المناصب فى القريب العاجل، وإنما لابد ان نسعى جميعا إلى خلق جيل جديد قادر على القيادة بكفاءة عالية خلال المرحلة المقبلة لأن عمليه إعداد الكوادر السياسية المؤهلة عملية طويلة وليست سهلة كما يعتقد البعض بل تحتاج إلى إرادة سياسية ومثابرة وإصرار من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى ليصبح لدينا كوادر سياسية واعية بطبيعة وتعقيدات الوضع الراهن . والسؤال الذى يفرض نفسه الآن إذا كانت الأحزاب والمنظمات المدنية تشكو فى السابق من تضييق الخناق عليها، فما هى حجتهم الآن فى ظل نظام ديمقراطى وتعددية حزبية ودستور جديد نص صراحة على التعددية السياسية بحرية ؟! همسات: •لدينا فى مصر أكثر من 109 أحزاب أتحدى أن يعرف المواطن فى الشارع أسماءهم اللهم سوى أربعة او خمسة أحزاب فقط والباقى مجرد لافتات فقط . •يخطئ من يتصور أن الاستعانة بمسئولين حذرين لايبينون قلقا ولايتصرفون منفردين هو الاصوب لأن هذه السياسات ببساطة عفا عليها الزمن ولم تعد ملائمة لطبيعة التحولات الجارية ...يارب نفهم ؟! •بالمناسبة الرأى العام يضيق بالمسئول المتخبط أو الهاوى فى موقعه أكثر من ذى قبل بحكم العصر وتعاظم الضغوط وفى ظل شبكة واسعة من التواصل الاجتماعى .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;