فى شوارع المحروسة، لديك فرصة واحدة للحياة، وأمامك أكثر من طريقة للموت، المهم أن تختار الطريقة الأنسب، وفقًا لعدد من سيحملونك فى الجنازة، وأفضل طريقة هى التى يسميها المصريون بعفوية «ميتة ربنا»، حين يموت الواحد منا على سريره، وبعيدًا عن الجدل الدينى حول الوصف، إلا أنه يعكس الواقع بدقة، لأن رحمة الله أوسع من صدور البشر وطرقات القاهرة وضمائر سائقى الإسعاف الذين يتوقفون لشراء الساندويتشات فى الطريق إلى المستشفى، فإذا كنت من الذين تعرضوا لحادث أو تدهورت صحتهم بالقدر الذى يتطلب إنقاذًا عاجلًا، فاعلم أن وصول الإسعاف إليك بسرعة لا يعنى أنك نجوت، فأمامك رحلة شاقة وسط الزحام، فنحن شعب لا يؤمن بثقافة الحالات الطارئة ولا يبالى بإنقاذ الأرواح، قليلون هم الذين يفسحون الطريق أمام سيارات الإسعاف والمطافئ، وكثيرون جدًا من يتسابقون على السير خلفها.. هل رأيت نذالة أكثر من هذه؟