فى يوم ذكرى دخول يسوع المسيح عليه السلام، إلى مدينة القدس، والمسمى عند المسيحيين بأحد الشعانين أو أحد السعف، لأن أهالى القدس استقبلوا المسيح بالسعف، حدث فى مصر شىء آخر مختلف فقد كان فى انتظار مسيحيى طنطا استقبال ملىء بالنار والدمار ومخلفًا قتلى ومصابين.
نعترف بأن لدينا، فى مصر، بعض أعداء الحياة يعيشون بيننا يكرهون كل شىء حتى أنفسهم، يظلون طوال الليل مستيقظين يفكرون «كيف يفجرون كنيسة أو يقتلون إنسانًا»، وكيف ينغصون على المصريين حياتهم، وها هم يفجرون المصلين الأبرياء الذين ذهبوا لأداء مناسك الصلاة فى كنيسة مار جرجس.
ما الذى حدث فى ذلك الأحد الحزين؟، استيقظ المسيحيون فى صباحهم سعداء لبداية احتفالات أسبوع الآلام، الصبية فرحون بهذه المناسبة بينما الجدات والأمهات يتذكرن أيامًا أكثر سعادة مرت قبل ذلك والرجال يعرفون أن الرحمة موجودة هناك، لا يتوقع أحد أن يدًا ملطخًا بالسواد كانت تنتظر وتستعد لتقضى على آمال وأحلام الطيبين.
توجه الجميع إلى الكنيسة لأداء الصلاة، وشراء الصلبان المصنوعة من السعف، بينما كان الإرهابيون يتربصون بهم، فى محاولة لصنع نوع من الوقيعة بين الجميع.
الأسئلة التى تفرض نفسها بعنف تتعلق بطريقة تفكير هؤلاء الإرهابيين، بعد كل حادثة يسأل الواحد نفسه: كيف يفكر هؤلاء المجرمون وما جدوى ما يفعلونه ويقومون به، ما الذى جرى لعقولهم وجعلهم يظنون أن قتل «الأطفال» حلال شرعًا، وأن تخويف الناس رسالة وأن اليتم الذى يصنعونه سيقربهم من الله درجات، لماذا يظنون أن الله يحب «الدم» ويسعده بكاء الناس، ولا يريد تقرب عباده إليه بالصلاة، لماذا يعتقدون أنهم يعبدون ربًا لا نعرفه نحن، لماذا إلههم يدعوهم دومًا لصناعة الفزع؟! لماذا يعبدون ما لا نعبد.
إنها حرب دامية يقودها المتطرفون، لو جمعنا حلقاتها المتفرقة، لأدركنا ما يخططون إليه إنهم يسعون لإشعال كل شىء حولنا، يريدون أن يجعلوا صورتنا سلبية أمام أنفسنا وأمام العالم، يريدون أن يخبرونا بأننا عاجزون عن حماية إخواننا، وبالتالى حماية أنفسنا، يرفعون سيفًا فى وجوهنا فى يوم مخصص للعبادة والفرح.
هؤلاء الإرهابيون لم يعرفوا أن المسيح، عليه السلام، عندما دخل إلى القدس لم يكن حاملًا سيفًا، لكنه دخل يركب حمارًا ومعه من أحبوه من الفقراء يحملون جريد النخل، لكن الأشرار قديمًا وحديثًا كان لهم رأى آخر، فقديمًا سلموا المسيح للرومان ليقتلوه وحديثًا ها هم يقتلون الأبرياء ويحرقون سعف النخيل.