الإرهاب لا قلب له ولا عقل فهو مثل ثور أهوج يتحرك بعشوائية، يختار جنوده من متحجرى العقول والمتعصبين، ويكون ضحاياه من الطيبين فى الأرض والقائمين بعملهم على أكمل وجه، وفى الإسكندرية، فى الكنيسة المرقسية التى استهدفتها يد المجرمين أمس الأول، كان نساء مصر على قدر المسؤولية فى عملهم فكتب الله لهن الشهادة.
العميدة نجوى النجار
فى ملامحك أمومة واضحة، وفى صورك التى شاهدها الناس فى المواقع الإخبارية وعلى مواقع التواصل الاجتماعى ما يؤكد ذلك، لديك حضور قوى يجمع بين الإنسانية الواضحة وعزيمة العمل.
أصبحت أول شهيدة فى الشرطة النسائية بتاريخ وزارة الداخلية، واعلمى أن اسمك سيكتب بحروف من نور فى سجلات الشرطة وضمير الشعب وشوارع الإسكندرية، بينما سيشعر الإرهاب بالخزى والعار لأنه أراق دما طاهرا هو دمك.
أسماء إبراهيم
عريف شرطة أسماء أحمد إبراهيم حسن، بالطبع سوف تشتاقين إلى طفلتيك ساندى ورودينا التى لم تتم فطامها بعد، كنت تقفين على بعد خطوات قليلة من العميدة نجوى الحجار أمام الباب الرئيسى لكنيسة المرقسية لتفتيش السيدات لدى دخولهن للكنيسة، وكنت تفكرين فى يومك بعد انتهاء العمل، فى طفلتيك وزوجك وما يحتاجونه منك وما ستقومين به من أجلهم.
لتعلمى أنه عندما تكبر الطفلتان، حتما، ستشعران بالفخر لأنك أمهما، وأنك دفعت ثمن وجودك فى عملك، بينما كان الإرهاب الأسود يسعى لصناعة قدر أكبر من الحزن فى الإسكندرية ومصر.
أمنية رشدى
عريف شرطة أمنية محمد رشدى، كيف كان صباحك؟ أو بالأحرى كيف كنت تتوقعينه؟ لا أظن أنك حلمت بلقاء إرهابى أسود القلب، لم يسألك عن شىء ولم يعرف فيما تفكرين، بالطبع ذلك «الجاهل» لم يعرف أنك كنت تستعدين لزواجك بعد شهر من الآن، وأنك دعوت صديقاتك للقاء قبل الفرح، كان أعمى يتحرك مثل آلة حديدية ولم يشعر أن هناك فتاة تقف بالقرب منه ممتلئة بالحماس والرغبة فى الحياة.
لا يعرف أحد منا ماذا يخبئ له اليوم أو غد، لكن لتعلمى أن الله سبحانه كان له شأن آخر معك، شأن ممتلئ بالفرح أيضا، فكتب لك الشهادة وجعل اسمك يتردد بين الناس بكل الخير والعظمة.
ثلاث نساء بمثابة فخر لمن يعرفهن بل لكل المصريين، قمن بعملهن على خير وجه، وظللن نقطة ضوء فى تاريخ مصر سيتذكر الجميع تضحيتهن من أجل الوطن، وفى الوقت نفسه هم بمثابة وزر كبير لا يستطيع الإرهاب الغاشم أن يتخلص منه، فهو قاتل النساء والأطفال.