إن العين لتدمع والقلب ليجزع من هول ما أصابنا فى ديننا ووطننا من مصائب واحدة تلاحق الأخرى فكما نعلم أن المصائب لا تأتى فُرادى بل تأتى جحافل !
رحم الله كل شهداء الوطن المصريين الأوفياء الأبرياء ولعن فى كل ملة وكل دين من استباح دماءهم واستحل لنفسه باسم الدين قتلهم فى يوم عيدهم .
فبعد أن أعلن تنظيم الدولة الصهيونية الممول الموجه مسئوليته عن الحادث الخسيس وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى حالة الطوارئ ، لابد وأن تكون حالة الطوارئ التى تم إعلانها غير مقتصرة على الإجراءات الأمنية المشددة فحسب وإنما على كل شىء من شأنه أن يكون سبباً فيما نحن فيه الآن من انحراف للعقل وتطرف للفكر وتدنى للأخلاق.
فلابد من وقفة جادة مع النفس و مراجعة دقيقة للأخطاء و إعلان حالة الطوارئ بحق لحين الانتهاء من تصحيح المسار وتلافى كل الأخطاء ومسببات الفشل والتراجع الذى تغلغل بعمق لينخر عظام المجتمع ويُحدث بجسده تشوهات وفراغات فكرية و ثقافية و دينية وأخلاقية لتتركه مخوخاً ضعيفاً معرضاً بسهولة للانهيار !
سيادة الرئيس :
أرجو من سيادتك أن تضرب بيدٍ من حديد على كل مهمل ومقصر فى عمله وكل متخاذل فى إنجاز أى مهمة عليه إنجازها و كل متقاعس عن أداء واجبه تجاه وطنه .
فلابد أن تعلن سيادتك حالة الطوارئ لحين الانتهاء من عدة مهام لا تقل خطورة عن محاربة الإرهاب و قطع رؤوسه النجسة ، مثل :
تطوير منظومة التعليم التى لم تعد تتناسب مع تطور العصر والتى تعد من أهم أسباب التراجع الفكرى و الثقافى الذى أصاب المجتمع مما كان سبباً هاماً فى تسلل الفكر المتطرف المتشدد ليستقطب بسهولة عدد لا بأس به من أنصاف المتعلمين !
الاهتمام بنشر الثقافة من خلال قصور الثقافة والمراكز الثقافية و إحيائها من جديد بعد أن باتت ذكرى من ذكريات الزمن الجميل ، لإنقاذ أجيال مما أصاب أجيال سبقتهم من الخواء و الفراغ و انعدام المعرفة ، لتتلقفهم بسهولة و يسر أيادى الشر وجماعات الإرهاب فيكونوا لها أدوات تحركها كيفما تشاء لتحقق بها أغراضها الخبيثة و تجعل منهم جنوداً مجندة تدمر أوطانها و تقتل إخوانها باسم الدين !
- تجديد الخطاب الدينى بجدية و من خلال خطة شاملة تشارك فى وضعها عدة جهات و يلتزم بتطبيقها رجال الدين من داخل الأزهر و خارجه ، وتشمل تلك الخطة المناهج التعليمية و الثقافة الدينية عن طريق الإعلام الذى كان فى السنوات الأخيرة من أهم وسائل نشر الفكر المتطرف لإتاحته الفرصة كاملة لظهور أعداد غفيرة من المرضى المتطرفين المدعين أنهم رجالاً للدين و نشر سمومهم بالصوت و الصورة فى كل بيت مصرى !
- وأخيراً تطوير منظومة الأمن والبحث عن خطط بديلة لتلك التى عفا عليها الزمان و باتت مكشوفة بوضوح لجماعات الإرهاب التى تربح فى كل مرة لتترك للأمن رد الفعل المتكرر الذى لا يستفيد أبداً من أخطاء الماضى ، حيث يتحرك فى كل مرة بعد وقوع البلاء دون أن يستبق الفعل بإحباطه ولو مرة واحدة !
سيدى : استحلفك بالله أن تعلن حالة الطوارئ على كل أسباب الفشل و كل أعداء البلاد من الفسدة و المقصرين و المتقاعسين فهؤلاء شركاء الإرهابيين بل أشد منهم قسوة !
اللهم اكفك شر أصدقائك ، أما أعدائك فأنت كفيلٌ بهم.