مرة أخرى تذكّر جيدا: لن يكون تجديد الخطاب الدينى أو حتى تغييره، سوى حلقة صغيرة فى سلسلة أكبر، ماذا لو جددنا الخطاب فى المساجد والمناهج والإعلام، ثم ظلت درجة التدنى الأخلاقى هى التى تحكم شوارعنا ومدارسنا ومقاهينا وأجيالنا المقبلة؟.. لا تجديد إذن دون ترميم للأخلاق.. لست خبيرًا فى علم الاجتماع، لكن لابد من الاعتراف بأن الحديث عن ثورة أخلاقية فى مصر أصعب من تجديد الخطاب الدينى؟ فالدين مبتدأ والأخلاق خبر، فهل عندك خبر أن الصغار فى مصر يتعلمون كل شىء باستثناء القيم البناءة، لأن الأسرة مشغولة بجمع المال أو إنفاقه، والمدرسة مشغولة بابتزاز أولياء الأمور أو إذلالهم، والمناخ الثقافى اقتصر على افتتاح المهرجانات والندوات دون مضمون، والسياسيون يكرهون الأخلاق بالفطرة، والسينما بالطبع تهدم فى فيلم واحد ما بنته التربية الحسنة فى سنوات.