قلنا مرارا وتكرارا، إن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية إما إرهابيون صرحاء أو إرهابيون تحت الطلب، لا يوجد بينهم برىء أو مسالم أو مستقل أو مواطن منتم، فهذه المسميات كلها تسقط ويتم السخرية منها فور أن يقر عضو الجماعة بالبيعة للمرشد فى المنشط والمكره وفى العسر واليسر، على أن يكون جنديا مخلصا يبذل الجهد والمال والدم، ومع البيعة يصبح الفرد عبدا بمعنى الكلمة للجماعة تملك ماله ونفسه وأسرته، كما تملك توجيهه لعمليات انتحارية، كما اعترف وأعلن القرضاوى، وهى فى سبيل ذلك تتحكم فى كل شؤون أعضائها بداية بتوظيفهم وتعليمهم وتزويجهم ومنحهم الأموال لتشغيلها باسم الجماعة لدعم اقتصادها الأسود، حتى تصبح الجماعة هى الوطن والشرطة والجيش والرمز ونقطة المركز بالنسبة إلى أعضائها.
وتتراجع مع هذه المعتقدات الشاذة كل مؤسسات الدولة وسلطتها وثوابتها، فالحدود تصبح مصطنعة والوطن كلمة خبيثة مع حلم الخلافة وأستاذية العالم والشرطة والجيش أعداء إذا اصطدما بمصالح الجماعة والأعداء التقليديين أصدقاء إذا تلاقت أهدافهم الخبيثة مع مصالح الجماعة، وكذا التعامل مع أجهزة المخابرات الدولية وتنفيذ مهامها وأهدافها وأوامرها نوعا من العلاقات الخارجية للجماعة، ولعل المتمعن فى بيانات الجماعات التكفيرية التى تسعى للظهور الآن فى مصر مثل جماعة «الصادعون بالحق» أو خلية تفجيرات الكنائس التابعة للإرهابى عمرو سعد، فسيجد هذا الأساس الإخوانى القطبى هو المنطلق والحاكم لهذه الجماعات التكفيرية التى تجمع بين الولاء للإخوان والتبعية لها وتنفيذ المهام العدائية لأجهزة الاستخبارات الأجنبية ضد المصالح المصرية.
ولن تكون جماعة «الصادعون بالحق» أو خلية تفجيرات الكنائس آخر الخلايا التكفيرية التى تظهر بمصر، بل ستسعى الجماعة الأم «الإخوان الإرهابية» إلى إظهار ونشر مجموعات من الخلايا العنقودية المنفصلة التى تعتمد جميعها المواجهة المسلحة تباعا، وهذا جزء أساسى فى سياستها لإجهاد الدولة ومؤسساتها ودفع المسؤولين إلى تفضيل خيار المصالحة مع الجماعة.
وكان القيادى الإخوانى محمد كمال الذى قتل فى مواجهة مع أجهزة الأمن هو المسؤول عن مجموعات الحراك المسلح بأسماء ومسميات مختلفة للإيحاء بانتشار التمرد المسلح فى طول مصر وعرضها، ورأينا حركات مسلحة مثل «حازمون، وحسم، والحراك الثورى، ومجهولون، وأحرار، والمقاومة الشعبية، وأحرار، وكتائب حلوان، ومولوتوف، وإعدام»، وغيرها، لكن مع سقوط هذه الحركات المسلحة فى قبضة أجهزة الأمن، رأينا خلية تفجير الكنائس و«الصادعون بالحق» اللتين تكشفان عن تواصل قيادات الجماعة بالخارج بالعناصر الكامنة فى الداخل والدفع بها إلى الواجهة.