ثلاث مصائب: الأولى حبس أب لاتهامه باغتصاب طفلته، والثانية شاب يقتل زوجته ووالدها بعد ضبطهما يمارسان الرذيلة، والثالثة ضبط 35 سائق توك توك اغتصبوا ثلاث فتيات فى الطالبية.
صحيح أن مجتمعنا والحمد لله، ما زال ينعم بملايين الأمهات الصالحات الصابرات، والآباء الذين يفنون حياتهم من أجل أو لادهم، لكننا أمام بقع سوداء لأسر ضلت الطريق وصلت الحضيض، فانهارت القيم والسلوكيات والأخلاقيات، وتحول البشر إلى كلاب شوارع، تعوى وتثير الفزع وتعقر أقرب الناس إليها، وحتى لو كانت نماذج محدودة ولكنها فاضحة، تؤرق الوجدان وترهق المشاعر، وتتطلب إنارة أضواء حمراء للتحذير من مخاطرها.
القانون هو مشرط الجراح، والأحكام القضائية الرادعة تبتر الأورام، الوقاية خير من العلاج، والوقاية تكون أحيانا ببتر الأعضاء المصابة، حتى لا تمتد عدواها إلى السليمة، وبلدنا فى أمس الحاجة إلى قبضة حديدية، تهوى فوق رؤوس بشر تحولوا إلى حيوانات بلا وعى أو ضمير، حتى تنظف ويتطهر ثوبها.
المخدرات.. المؤكد أنها السبب.. فلا يمكن لأب أن يغتصب طفلته إلا إذا فقد عقله تماما، ودخل فى سحابة دخان أسود صورت له الطفلة فتاة كاملة الأنوثة، فانقض عليها فى وحشية بالغة تعجز عن مثلها وحوش الغابة، بدلا من أن يحميها ويرعاها ويقدم روحه دفاعا عنها.. أما فريق التوكتوك لاغتصاب الثلاث فتيات، فقد كانوا تحت تأثير الكلّة، رخيصة ومتوفرة وتمسح العقل بأستيكة، وتصيب الجسم بحاله أشبه بالبنج، فلا يشعر بشىء حتى لو التف حوله العشرات وأوسعوه ضربا، والمخدرات فى مصر تساير جميع الطبقات والدخول، وتبتكر أصنافا شعبية توفر لكل متعاط الصنف الذى يناسب دخله.
كيف يتوافر 35 سائق توكتوك دفعة واحدة ويتناوبون اغتصاب ثلاث فتيات عشرات المرات؟ معظمهم مراهقون تركوا مدارسهم واحترفوا الصياعة فى سن مبكرة، فالشارع بيتهم والغرز مدارسهم، والبلطجية أساتذتهم، ومن هذا المثلث المشوه ينهلون علمهم ووعيهم وسلوكياتهم، فلا يدركون أن هناك قيما وأخلاقا وربما لم يسمعوا عنها، ولا يعرفون معنى الشرف إلا من الأفلام الإباحية.. لم يجدوا أما تصلى الفجر وترفع أيديها بالدعاء بالصحة والستر، ولا أبا يدور طول النهار فى الساقية لتوفير لقمة العيش، لم ينشأوا فى أسرة توفر لهم أدنى مقومات الحياة، إنهم النتاج الطبيعى للعشوائيات وأمراضها وأوبئتها وطفح مجاريها، ولا أعرف هل هى مسؤوليتهم وحدهم، أم يشاركهم المجتمع الذى حرمهم من فرصة النشأة السليمة.
وصلنا فى مصر لحالة أن بنت عمرها 17 سنة، تهرب من منزلها وتقيم بمفردها فى الشارع، تحت الكبارى أو فى الخرابات أو على الأرصفة، ولا مصير لها إلا بلطجى يغتصبها عنوه، ثم يقدمها لرفاق السوء بالمجان، ثم يؤجرها لم يرغب من الباحثين عن الجنس الحرام، وبقية المسلسل معروف حتى تقع فى أيدى الشرطة، وتوضع فى إحدى الإصلاحيات أو دور الرعاية.
أطفال الشوارع هم المخزون الاستراتيجى للجرائم النادرة، ويبتكرون أساليبا يعجز العقل عن استيعابها، ربما احتجاجا على المجتمع الذى وضعهم فى ظروف يصعب تحملها، وهم ضحايا تفكك الأسر وانهيار القيم والأخلاق والضمير، وعانت منهم مجتمعات كثيرة، وكانت الشرطة البرازيلية تطلق عليهم الرصاص كالكلاب فى الشوارع، حتى تخلصت من أعداد كبيرة.
المجتمع المدنى فى مصر فى غيبوبة، فهذه هى ملفاته وقضاياه واهتماماته المهملة، لمساعدة الدولة والأسر فى تفريجها، ولكنها لا تنال الاهتمام ولا تجلب الشو الإعلامى، ولا تطلبها جهات التمويل الأجنبية، إلا إذا وُظفت هؤلاء الأطفال فى أعمال العنف والتخريب، كما كان يحدث بعد 25 يناير، فيحرقون السيارات وينهبون المحلات والممتلكات، ويحرقون ما يقع تحت أيديهم، وبعد انتهاء الحرب عادوا إلى ثكناتهم الأصلية تحت الكبارى والخرابات، يمارسون أنشطتهم الطبيعية فى البلطجة والتسول والسرقة والاغتصاب.. فلا تتركوهم لأنهم لن يتركونا.
دكتورة الرقص
لست صافيناز التى تثير الفتن ولعاب الرجال وحقد النساء، ولا نجوى فؤاد صاحبة رقصة قولولو مع عبدالحليم حافظ، ولا تحية كاريوكا أو سامية جمال أو سهير زكى أو حتى سنية شخلع.. ومتأكد رغم عدم مشاهدتى فيديوهاتك أنك لا تجيدين فن الرقص، وإنما التنطيط والرعش، فلماذا الإصرار على استفزاز الناس، بدعوى الدفاع عن الحرية، لدرجة أنك خلتينى أقول ملعون أبو دى حرية.
الراقصة تكسب شهرتها من بدلة الرقص، والأستاذ أنعم الله عليه بنور العلم، والراقصة عملها فى الصالات والكباريهات، والأستاذ وظيفته فى القاعات والمحاضرات، والراقصة عرق جبينها من وسطها، والأستاذ من كتبه ومؤلفاته، وإذا حدث الخلط وجب الفصل.
قاعات المحاضرات قوامها الهيبة والاحترام وتقديس العلم، وصالات الرقص لا تنتعش إلا بالطبلة على واحدة ونص، ومن أراد هذا فله، ومن أراد تلك فليذهب إليها، أما أن يعمل الأساتذة بمهنة الرقص، والرقصات بالتدريس فتلك سابقة تحتاج وقفه بمنتهى الحزم.. كفانا تهريجا وتضليلا تحت شعارات عن الحرية الزائفة والحقوق الباطلة.
إلى حبيبة العمر:
أشتاق إليك يا أحلى لحن فى الكون وأجمل من كل الأزهار.. همساتك فى أذنى، خطواتك فى قلبى وعيونك تحضننى ودموعك نار.. أيامك لم تمض ورحيلك يؤلمنى، والصبر نداء يلهينى لحظات ويشقينى كل الأوقات.. دعواتك تحمينى وصلاتك ترعانى وحياتى من دونك وجع يهمس فى الأعماق.. ملهمتى يا كل الدنيا: هل تشتاقى إلىّ كما أشتاق؟