هناك تقارير تقرأها فى الصباح فتجعل يومك حزيناً وكئيباً، وتدفعك للتأمل فى العالم المملوء أخطاء الذى لا يعرف إنسانية أو عدالة، ومن ذلك ما قرأته على موقع «بى بى سى» عربى، نقلاً عن صحيفة الجارديان البريطانية.
نشرت صحيفة الجارديان موضوعاً لمراسلتها فى اليونان ديان تايلور بعنوان «أطفال مهاجرون يضطرون لبيع أجسادهم للدفع للمهربين»، وتقول تايلور، إن عددا كبيرا من الأطفال المهاجرين غير المصحوبين ببالغين يضطرون لممارسة الجنس مقابل النقود فى اليونان ليدفعوا للمهربين مقابل نقلهم إلى بريطانيا أو إحدى دول شمال أوروبا.
وتوضح تايلور أن الأمر كشفه تقرير أشرف على إنجازه مركز الصحة وحقوق الإنسان التابع لجامعة هارفارد، وكشف عن تفشى الظاهرة بين الأطفال المهاجرين فى اليونان، خلال الأشهر الماضية.
ويوضح التقرير أن الأطفال المهاجرين من مناطق صراع منها سوريا وأفغانستان وباكستان يسعون للوصول إلى شمال أوروبا عبر اليونان التى تعد محطة أولى لهم، لكن أغلبهم تتقطع به السبل هناك بعدما تنفد منه النقود، ولا يتمكنون من دفع مقابل للخطوة التالية، وهى الانتقال إلى شمال أوروبا عبر عمليات التهريب.
وتقول تايلور، إن التقرير يؤكد أن بعضا من هؤلاء الأطفال يضطرون إلى التورط فى تجارة الجنس فى اليونان، بحثا عن المال المطلوب لدفعه للمهربين.
وتنقل تايلور عن التقرير قوله: «لا يمكننا أن نكتفى بالصمت فى الوقت الذى يُستغل فيه الأطفال جنسيا فى وضح النهار».
وتضيف: «إن مهمتنا كبشر أن نواجه هذا الأمر المستعجل، ونتحمل مسؤولية الفعل على كل المستويات ووقف هذه الانتهاكات المخزية للكرامة وحقوق الإنسان».
تختتم «تايلور» كما لاحظتم تقريرها بالحديث عن دورنا كـ «بشر» فى محاولة فعل أى شىء لصالح وقف ما يحدث من انتهاكات لهؤلاء الأطفال، لكن مع الأحداث العالمية الكثيرة المتلاحقة ومعظمها متعلق باللاجئين بدأت أشك فى كلمة «بشر» التى نصف بها أنفسنا كلما تحدثنا عن ميزتنا عن الحيوان، لا أجد لهذه الكلمة معنى واضحا أو تأثيرا فى أى شىء، فالحروب قائمة ومستمرة والقنابل تلقى على خلق الله والجرائم الغريبة تنتشر، والتطرف حتى فى النظم السياسية أصبح طريقة لحكم كثير من دول العالم، والإرهاب وجد له نفوسا صالحة وأرضا خصبة، والأبرياء لا يزالون يدفعون الثمن، والأطفال المهاجرون نموذج صارخ على ما حدث مؤخرا للعالم من انهيار إنسانى.
سألت نفسى: ما الذى لم يحدث حتى الآن للاجئين؟ لقد أصابتهم كل مصائب الأرض موت وضياع وتشرد وأزمات نفسية وانتهاكات وإذلال.. ونحن أهلهم لا نملك شيئا نفعله سوى التحسر على حالنا وحالهم.