بينما كان الجيش المصرى يحقق انتصارات كبيرة على أرض الفيروز، ويشدد من قبضته على جبل الحلال، وسط إشارات دولية، آخرها وكالة «أنسا الإيطالية» على سبيل المثال التى أبرزت هذا النجاح، وأكدت أن الجيش المصرى نجح خلال شهرين فقط من تصفية 500 إرهابى، كانت على الضفة المواجهة قناة الغدر والخسة «الجزيرة» تذيع فيلما ساذجا عن قيام جنود وضباط من الجيش بتصفية إرهابيين بعد القبض عليهم.
واحتفت قنوات الإخوان الإرهابية بهذا الفيلم، واعتبرته نصرا عظيما، وتسريبا مهما، يكشف حقيقة أن الجيش يقتل «أسراه»، بعد القبض عليهم، دون وعى من القناة «الملعونة» أنها وبإذاعة هذا الفيلم «الساذج»، فإنها سقطت من جديد فى «جب» الفشل»، ليضاف إلى قائمة سقطاتها، سقطة جديدة، تدفع فى مسار انهيار شعبيتها ومصداقيتها، وزيادة عدد الساخطين عليها.
الفيلم، الساذج، كشف القدرات الحقيقية للقائمين على القناة، وخوائهم الفكرى والمعرفى، وعدم قدرتهم حتى على التزوير المقنع، فقط وقعت فى أكثر من 10 أخطاء ساذجة فى تصوير هذا الفيديو التمثيلى الأبله، لا يقع فيها مبتدئون، وأبرزها ما يتعلق بعملية انضباط العسكرية المصرية الشديدة من حيث الشكل والمضمون، فلا تجد شعر الرأس والذقن لأى فرد من أفراد القوات المسلحة، طويل، أو جندى يرتدى ملابس مدنية أثناء الخدمة، ولا يصطحب معه تليفونات محمولة بشكل عام، والـ«سمارت فون» على وجه التحديد، أو يتحدث لكنه لا يتحدثها أى مواطن يقيم على الأراضى المصرية.
لكن تبقى سقطة قناة الجزيرة وقنوات الإخوان، فى التناقض المثير للدهشة، وتؤكد أن القائمين على هذه القنوات عديمى الموهبة، وفاقدى كل قدرات الإبداع إلى حد القحط، فخلال الأسابيع الماضية، ذاعت الجزيرة وظهيرها الداعم، قنوات الإخوان مكملين والشرق وغيرها من أكشاك ودكاكين الفضائيات، فيلما عن قدرات التنظيم الإرهابى بسيناء فى قنص أبطال الجيش المصرى من الجنود والضباط، فى رسالة محبطة للشعب المصرى، تُصدر «وهما» قدرات قتالية يتمتع بها أعضاء الجماعات والتنظيمات الإرهابية، أثناء حربهم ضد الجيش المصرى.
وخلال الساعات القليلة الماضية، عادت الجزيرة وذيولها أكشاك ودكاكين الفضائيات الإخوانية، لتذيع فيلما اعتبرته تسريبا ونصرا مجيدا، عن قيام أفراد من الجيش المصرى، بالقبض على إرهابيين، وتصفيتهم، والهدف إظهار أن الجيش المصرى يقتل أسراه بعد إلقاء القبض عليهم، وتشويه صورته دوليا.
والسؤال لعباقرة الجزيرة وذيولها أكشاك الفضائيات الإخوانية بقيادة المزور الأعظم أيمن نور، هو التنظيمات الإرهابية متفوقة واستطاعت قهر الجيش المصرى فى المواجهات من خلال قنص جنوده وضباطه بسيناء، أم أن الجيش المصرى يلقى القبض على الإرهابيين أحياء ثم يقوم بتصفيتهم؟ لقد تاه متابعينكم القلة بعد انصراف الأغلبية عن مشاهدة القناة، ما بين هل التنظيمات متفوقة أم الجيش المصرى مسيطر؟
إنها الطريقة السوفسطائية من الجدل العقيم، وتناول المتناقضات، بشكل سطحى ومتخلف، وينم على أن قناة الجزيرة وحلفاءها أكشاك الفضائيات الإخوانية مرتبكة، ويديرها أقزام المعرفة، من الذين يتمتععون بجهل «عصامى» كون نفسه بنفسه.
ولا عجب من تزوير الفيديوهات ضد الجيش المصرى، إذا وضعنا فى الاعتبار أن مالك قناة الشرق، والخبير الإعلامى «والفحلقى» الأعظم لجماعة الإخوان، والناصح لقناة الجزيرة، أيمن نور، أول من دشن التزوير والخداع، بدأها بخداع «أصابع الروج» فى الواقعة الشهيرة عن التعذيب فى السجون، وتبين بالأدلة القاطعة أنها مزورة، استخدم فيها «أصابع الروج» الأحمر، على أجساد من استأجرهم، ليظهروا وكأنها آثار تعذيب وحشى فى سجون ذكى بدر.
ثم واقعة تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد الذى صدر بموجبه حكما ضده بالسجن، عشر سنوات تم تخفيفها إلى النصف، وظل أيمن نور داخل أسوار السجن، ليمارس القضية الثالثة من التزوير، بالادعاء أنه مريض ويعانى ثلة أمراض خطيرة للحصول على الإفراج الصحى، وبالفعل تعطف وتكرم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقرر الإفراج عنه صحيا، وسرعان ما تكشف أن صحته جيدة، ولا يعانى أى نوع من أنواع الأمراض.
ولم يستوقفنى تزوير الجزيرة أفلاما مسيئة للجيش المصرى، لأنه لا جديد، لكن الذى استوقفنى كثيرا أمران خطيران يستوجبان الدراسة والتحليل، واتخاذ موقف مشدد حيالهما.
الظاهرة الأولى أن معظم الفنادق المصرية والمنتجعات السياحية، لا تعرض شاشاتها فى الغرف وقاعات الاستقبال، إلا قناة الجزيرة، كرغبة أولى ومفضلة، وهو مثار سخرية ضيوف مصر من جميع الجنسيات بشكل عام، والناطقة باللغة العربية على وجه الخصوص، ويتساءلون، كيف لدولة تعانى وتشتكى الأمرين مما تبثه قناة الجزيرة من سموم قاتلة، وبتوجيه سياسى واضح، ومع ذلك كل الفنادق المصرية والمنتجعات السياحية، فى طول البلاد وعرضها، تعرض شاشتها ما تبثه الجزيرة بما فيها الأفلام المسيئة للجيش المصرى، وكأنها القناة الوحيدة التى تستحق المشاهدة.
ولا يوجد أى تبرير من أى نوع، لإدارات الفنادق والمنتجعات السياحية، اختيار قناة الجزيرة، كقناة مفضلة تبث سمومها ليل نهار، فى الغرف وقاعات الاستقبال، ونسأل هل قناة الجزيرة أحد أبرز عوامل الجذب السياحى لمصر مثلا؟ وهل السائح الأمريكى والألمانى والروسى والصينى واليابانى على سبيل المثال يضع شرطا لزيارة مصر أن يشاهد قناة الجزيرة ليل نهار فى قاعات استقبال وغرف وطرقات وردهات الفنادق والمناطق السياحية فى مصر؟ إنها مأساة ما بعدها مأساة!
الأمر الثانى، هناك لوبى فى مصر، يضم كتابا ونشطاء، نصبوا أنفسهم مدافعين عن القناة القطرية الحقيرة، ودعمها ومساندتها ضد الدولة المصرية، باسم الحرية تارة، وباسم المهنية تارة ثانية، لكن الحقيقة أن المال هو المتحكم فى توجهات هذا اللوبى، حيث تغدق عليهم الجزيرة بالأموال الكثيرة، للدفاع عنها وعن سياستها فى قلب القاهرة.
ولا أملك فى النهاية إلا أن أختم المقال بالمقولة المعتادة لى.. لك الله يا مصر!