سيادة الوزير إذا صدقت النوايا فلنبدأ بالحديث عن التعليم ذلك بأنه من المعروف أن الطبيب لا يكون كفؤًا حال تخرجه حتى يحصل على الماچيستير و الدكتوراة و ليس قبل ذلك أبدًا ، و يلزمه للحصول على الماچيستير و الدكتوراة حوالى خمس سنوات على الأقل بعد قضاء سنة تدريب الامتياز بعد ذلك تضاف كل سنة يقضيها الطبيب فى العمل إلى خبرته ، فمن المؤكد أن مستواه العلمى و العملى يكون أفضل بعد هذه الدراسات، و يكون أفضل كثيرًا بممارسته العمل لسنين و هو حديث التخرج و الذى اتفقنا أنه لا يكون فى مصر مرضياً ولذلك عادة ما يأتى سوء الأداء من الأطباء حديثى التخرج و لا يأتى سوء الأداء من هؤلاء الذين نطلق عليهم "استشاريين" ، السؤال لماذا لا نركز جهودنا على رفع مستوى الخريج و محاولة إدخال نظام يضمن معادلة شهاداتنا بشهادات الجامعات الكبرى كى يعتد بخريجينا إذا كنا بالفعل جادين و نبحث جديًا عن رفع مستوى الطبيب والحد من أخطاء المهنة إلا إذا كانت هذه طريقة للتنصل من تحسين نوعية التعليم التى هى مسئولية الدولة و تقع كلفتها على عاتقها ! فلعله لا يكون هذا فى طور إعفاء الدولة من مهامها و لا تكون سياسة متبعة على وجه العموم أو طريقة جديدة من طرق الجباية توقع على الأطباء ( الذين يتقاضون الفتات فى الأساس ) كل خمس سنوات لزوم الحصول على ترخيص مزاولة المهنة !! لو كنا جادين فليكن التسلسل المنطقى و ليكن شغلنا الشاغل تحسين أساس البناء أولاً و لنبدأ من أولى درجات السلم لا من قمته بعد أن يكون قد اكتمل البناء وأصبح الطبيب فى أوج خبرته و مجده ! باختصار علم الطالب الذى تحت يديك و مسئول منك و معلق برقبتك، جاءك و هو لا يعرف كى تعلمه فيعرف فاحسن تعليمه أولا و سلم لنا خريجًا يصلح لمزاولة المهنة بزيادة إمكانات التعليم و التدريب و طرقه ثم ابحث بعد ذلك عمن يعرف و تعلم و تمرس بالفعل فى المهنة بين أروقة المستشفيات و المرضى و أشرف عليه كبار الأساتذة لتزيده علماً و خبرة فالبداية يجب أن تكون بالتعليم و التدريب ثم حدثنى عن التقييم الدورى فتأكد أن الخطر الأكبر يأتى من الأول أكثر مما يأتى من الثانى فلا ينبغِ أن يكون مبلغ همك هو كيف تجمع المال و إقامة الهيئات لتعيين مسؤولين جدد.
* استاذ بطب قصر العينى .