عائد لتوى من مدينة الإسكندرية التى كانت من فرط جمالها وبهائها ونكهتها الفريدة يطلق عليها «عروس البحر المتوسط»، ولكن للأسف إذا أنت ذهبت إليها الآن ستفجع مما آل إليه حال مدينة الفكر والفن والجمال من تدهور، فكورنيش المدينة الذى كان أحلى وأطول منفذ مائى على البحر المتوسط الذى كان يمثل الواجهة المائية الساحرة للمدينة، أصبح بكل الأسى محاطاً بالأسوار والمبانى القبيحة التى تمثل قمة التلوث البصرى، وتجعلك تشعر أن المدينة قد تحولت لسجن كبير، وهو ما يتنافى تماماً مع مبدأ «الحق فى الفراغ العام» الذى يعتبر جزءاً أساسياً فى جميع دساتير الدول الكبرى التى تقدر مواطنيها، هذا فضلاً عن العديد من مظاهر الإهمال والتسيب التى تشوه الوجه الحضارى لبقعة إلهية خلابة، بنيت فى الأساس لتكون قبلة ملهمة لكل عشاق الجمال والذوق الراقى فى العالم، باسم كل عشاق ومحبى هذه المدينة الآسرة، أناشد السادة المسؤولين إنقاذ ما تبقى من وجه المدينة الحضارى وإزالة ما علق به من مظاهر العبث والتشوه.